متابعة ـ قاسم آل ماضي||
نوقشت رسالة ماجستير للباحث عباس قاسم المرياني بعنوان "الاستشراق الإيطالي في السيرة النبوية فرانشيسكو غابريلي في كتابه محمد والفتوحات الإسلامية إنموذجاً"
حيث تعد الكتابة في السيرة النبوية من الأساسيات المهمة، لآنها اول ما كُتب في التدوين التاريخي، زيادة على ذلك ان الكتابة فيها لم تقتصر على المؤرخين المسلمين فقط، بل تناولتها الدراسات الاستشراقية بشكل واسع وكبير، وتخصصوا بها، واختلفت كتابات المستشرقين بين الإنصاف والتجني، فكلاً منهم ذهب وراء تفسيره وتحليله للحدث التاريخي للسيرة العطرة، فنرى بعضهم أنصف، بل حتى تأثر بشخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنه اتبع منهجاً علمياً صحيحاً، وبعضهم الآخر حاول الدس وتشوية الحقيقة معتمداً في ذلك على ميوله وتطرفه، ومتكئاً على الروايات الضعيفة المدسوسة في التاريخ الإسلامي التي تخدم منهجه.
تناولت الدراسة المدرسة الإيطالية التي تعد من أوائل المدارس الاستشراقية التي اعتنت بدراسة السيرة النبوية لعدة أسباب: قربها من المنطقة العربية، فضلاً عن ذلك ان إيطاليا كانت حاضنة الكنيسة الكاثوليكية التي كانت لها السيطرة على معظم اوروبا في القرون الوسطى، وهي صاحبة المبادرة التي شجعت على دراسة التاريخ العربي الإسلامي سعياً منها لمعرفة الدين الإسلامي، والرّد عليه.
تميز المستشرقون الايطاليون بتنوع كتاباتهم عن الإسلام والحضارة الإسلامية، تناولنا منهم المستشرق فرانشيسكو غابريلي في كتابه (محمد والفتوحات الإسلامية)، الذي يُعدّ من كبار هؤلاء المستشرقين، وله العديد من المؤلفات الأخرى التي تنوعت في حقبها التاريخية.
ونظراً لقلة الكتابات التي تناولت الاستشراق الإيطالي بالبحث والدراسة، ولكون كتاب المستشرق غابريلي (محمد والفتوحات الاسلامية) احتوى على معلومات وآراء متعددة ومتناقضة- في الوقت نفسه- عن سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تستحق الدراسة والرد عليها، فضلاً عن ذلك لم نجد دراسة أكاديمية مستقلة ومتخصصة تناولت السيرة النبوية في كتابات فرانشيسكو غابريلي، لذا اختير هذا الموضوع للرسالة الموسوم بـ: (الاستشراق الإيطالي في السيرة النبوية فرانشيسكو غابريلي في كتابه محمد والفتوحات الإسلامية إنموذجاً).
وخرجت الرسالة بتوصيات عدة منها التركيز على هكذا دراسات لرد الشبهات التي نالت السيرة النبوية من هذه الكتابات الاستشراقية، وقلة الدراسات التي تناولت الاستشراق وموقفه من السيرة النبوية.
https://telegram.me/buratha