حسن المياح||
من هزال السياسيين العراقيين الخادع المحتال , وخصوصآ البراعم النامية الجدد المتطلعة منهم , يلوكون مصطلحات غشآ بلا فهم , ولا وعي , ولا هضم لها ; وإنما هو إجترار ناطق لترداد لفظ ليس إلا .... ??
وهذا ما حدث مؤخرآ , لما أنسل , وانعزل , وانفك , وخرج , وإستقل , تيار الحكمة , وظهر بمظهر تجمع حزبي قديم جديد , وأطلق على كيانه المنشطر , وتأسيسه المتشظي إسم تيار الحكمة , يترأسه عمار الحكيم .
والإنشطار والتشظي يدلل على وجود أصل ثابت سلب منه بعضه .
فهو قديم لوجود عناصر قديمة سابقة كانت تحت مسمى المجلس الإسلامي الأعلى من مثل سيد عمار وشيخ حميد معله وما الى ذلك من شخوص ووجودات . وجديد لأنه أضاف عناصر شبابية جديدة لم تكن بالمجلس الإسلامي الأعلى إنتماءآ أو تنظيمآ .
وقد أطلقوا على هذه العملية مصطلح ( إزاحة جيلية ) , وهو تعبير غير موفق بتاتآ , ولا هو حقيقي , لأن الإزاحة لا تعني ذلك لغة ولا إصطلاحآ .
وأقل ما في الإزاحة من معنى ومضمون هو التبديل الكامل لما هو من وجود , ( وبالمعنى الفلسفي ماهية جديدة مستحدثة في أصل وجود واحد . بناء على أصالة الوجود وإعتبار الماهية ). والإتيان بجديد يحل مكانه ويستبدله , من دون مخلفات سابقة من أشياء أو شخصيات ( ماهيات ) .
فالمتغير هو في الماهية , وهنا في بعض الماهية لا كلها , لأنه يصبح تغيير وجود أساس , لا إعتبار ماهية حدوث .
كان الأجدر بالتسمية أن تكون تطعيمآ , أو إضافة , أو دمجآ , أو تدشينآ لعناصر شبت ضمآ مع عناصر كانت شابة وقد شابت وعتقت وتخضرمت وأصبحت جيلآ قديمآ سابقآ لما إنضم اليها من جيل جديد حديث شباب , فهي عملية خلط لعناصر جديدة مع عناصر قديمة تقدم عمرها وزاد سنينآ في الإنتماء والتنظيم والعمل .
فالإزاحة الجيلية في التعبير السياسي المصطنع تعبير إصطلاحي خاطيء لا يعبر عن حقيقة وجود بدقة وشمول ; وإنما هو تعبير عن هوى وهوس مودة إصطلاحات براقة غاشة , تخدع الجماهير من أجل الجذب والكسب ليس إلا . وإلا لو كانت إزاحة , فلماذا لا يزاح عمار الحكيم وحميد معلى وغيرهم من هو قديم وجودآ وإنتماءآ .... ??, ويأتي الجيل الجديد بوجوده الصافي النقي ويحل محله , ويتلاشي ذاك القديم وينعدم وجودآ في التأسيس والتكوين والإنشاء الجديد .... ???
وهذا هو غش السياسة والسياسيين المحتالين , وخداعها الإصطلاحي وخداعهم وتمويههم في الأسلوب والسلوك والفكرة , من أجل الظهور بمظهر الجدة والحداثة , والكسب الموهم لمن يكسب ( بضم الياء ) وينتمي ....??
والحزب والتيار الذي يسلك سلوك الغش والخداع , والإحتيال والنصب , والمراوغة والتمويه , ..... هل يؤتمن الى نقاوته ويكون طاهرآ , أو يرتاح الى تنظيماته ويكون عادلآ مستقيمآ ....???
مالكم كيف تحتالون لتتزعمون وتسوسون .....,
ومالكم كيف تغشون لتكسبون ...... ,
ومالكم كيف تخدعون بأنكم تزيحون , وأنتم المطعمون , وفيكم المخضرم الثابت وفيكم الكسب الجديد ...... ???
مصطلح الإزاحة الجيلية في التأسيسات الحزبية والتيارية والتجمعات السياسية الحديثة , هو خداع لأنه تلون سلوك بثبات نفس أغلب أو بعض الركائز الأساس .
والذي يغري ويخدع , أن الإزاحة الجيلية هو مصطلح جاذب لفظآ , غاش مضمونآ ومادة , وإن لم يكن وجودآ نقيآ خالصآ من حيث المضامين والعناصر الشخصية المنتمية ; لأن الإزاحة الجيلية هي عبارة عن خلط ومزج , وتركيب وتفاعل من قديم وجديد , والركائز الأساس من حيث الشخوص هي الثابتة بلا إزاحة ولا تغيير , ولا قلع ولا تبديل , ولا إستغناء ولا نسف لتنظيف وتصفير .
وأنها ( الإزاحة الجيلية ) بالمنظور السياسي هي تعبير عن شعار براق لجذب , ولافتة خداع لإنتماء , ومانشيت غش لإحتواء , لعناصر تطعيمية لما هو قديم موجود رئيس مسؤول .
ولا يمكن لهذا المصطلح ( الإزاحة ) من رصف شواهد وأدلة وبراهين تدل وتؤيد معناه المتبنى غشآ وخداعآ سياسيآ , لأن المعنى اللغوي والعلمي الفيزيائي وحتى الإصطلاحي , لا يعني ما يراد منه حين يستعمل سياسيآ . وربما يعترض مناصرو المصطلح , ويقولون أن المقصود منه هو التجديد ... ?? فنقول هذا المعنى من التجديد يعني الترميم في الماهية , وبقاء أصالة وجود الشيء وركائزه الجذور الأساس , التي هي باقية على كل حالها أو الأعم الأغلب منها , في التأسيس الجديد , والمؤسس المجدد . بمعنى أنه لا يعني نقض وبناء , من تهديم وقلع كامل وتأسيس وإنشاء كيان جديد تام الجدة وكامل الحدوث , وذلك لأن التأسيس يشتمل على غالب , وربما بعض القديم , من مثل وجود عمار الحكيم القديم , وحميد معلى العتيق , وغيرهم كثر قدماء مخضرمين , وعناصر كسب وإنتماء جديد .
فلا تلومونا , ولكن لوموا أنفسكم لأنكم كاذبون , مزيفون , خادعون , غاشون , غادرون . وما وظيفة المفكر الناقد إلا التبيان والتوضيح .
وهذا الحال ينطبق على ما تشظاه وإنشطره صلاح العرباوي من إنشاء حركة أسماها حركة وعي الوطنية .
فصلاح قديم في تيار حكمة , جديد في حركة وعي الوطنية , وآخرون قدماء معه خضرمة , جددآ في ثوب مرمم في حركة وعي الوطنية الكاسبة لإنتماء عناصر شبابية جدد .
فمصطلح * الإزاحة الجيلية * مصطلح غير موفق , ولا ينم عن حقيقة ما يدعو اليه السياسيون المحتالون الغاشون الغادرون , مهما إمتازوا به من غش وخداع , وتزويق وتنميق , وغدر وإحتيال , وما الى ذلك من شيطنة سياسية , وأبلسة مصطلحية .
إنما الإزاحة الجيلية غايتها الزعامة والقيادة , والإنفراد والتفرد , مهما أدعى مبتكرها الغاش المحتال المحرف من أدلجة تجديد وتنظير تحديث , ومحاولة تبرير , وممارسة إقناع , بغدر وخداع , وكذب وتزوير , .......???
فهي حب الزعامة وطغيان نرجسة الذات , وحكم الهوى المتفرعن وتحقيق رغبات غريزة حب الذات , وإشباع حاجات وتلبية مطامع .
https://telegram.me/buratha