المقالات

الخوف من الهذيان


  اسعد عبدالله عبدعلي assad_assa@ymail.com   كان علي اجراء عملية خطيرة تحتاج للتوقيع على اوراق الموافقة, ادركت لحظتها ان في القضية "مخدر" كي لا احس بالألم, بالحقيقة لم اكن خائفا من شق بطني بسكين الطبيب, ولا من زرق الابر, محن قد تجاوزتها مع مسيرة العمر, لكن كنت خائفاً من الهذيان الذي يحصل بسبب مخدر العمليات, اخاف على اسراري ان تنزاح عن صدري, ويسمعها كل من في المستشفى. تذكرت يوم رافقت صديقي عبودي للمستشفى, في اخر ايام حكم البعث, حيث كان يحتاج لعملية مستعجلة.  لكن ما ان خرج عبودي من غرفة العمليات والممرضات يدفعن سريره, حتى اطلق الاف الشتائم بحق السيد الريس ونعته بالنغل, وان امه كانت مومس مشهورة في تكريت, وان خاله خيرالله كان شاذاً لا يتوقف عن طلب الرجال الفحول, حاولت سد فمه بقضبة يدي, لكن كان يعض يدي ليمنعني من اسكاته, لم ينقضي ذلك اليوم الا باختفاء عبودي. نعم ان المخدر سيكون كاشفاً لأسراري, والتي اعلم انها ستكون مميتة, كان موظف الاستعلامات يلح علي بالتوقيع كي يتم تهيئة غرفة العمليات. قصص المخدر كثيرة تتسرب واحدة تلو الاخرى لذاكرتي, بعضها مضحك والاخر حزين. في صيف 2004 كانت قصة ابن عمي حميد مع التخدير, كان يعاني من مغص شديد فاتصلت بي زوجته وذهبنا مسرعين معا, وما ان وصلنا الى المستشفى حتى ادخل غرفة العمليات بسرعة, انتظرناه انا وزوجته ساعة كاملة, كانت عملية مصران اعور مفجور بداخل جسده, وخرج وبشرتنا الممرضة بنجاح العملية, لكن كان حميد يردد اسم "وسن" وينعتها بالحبيبة الطاهرة, مع ان اسم زوجته تماضر! تركته زوجته وعادت للبيت وهي تبكي. كاد ان يحصل الطلاق بينهما, لولا تدخل الاحبة, ووعد من حميد بعدم تكرار مغامراته العاطفية. الحقيقة ان مخاوفي اكبر من مخاوف عبودي وحميد, فانا اعرف نفسي سوف اشتم مجموعة القادة الكبار الذين يتم تقدسيهم من قبل الفئات الجاهلة, كما كان صدام مقدسا من قبل البعثيون, فلا اعلم سأبقى سالما وان انعتهم بالدواعر وابناء العاهرات فلان الفلاني وفلان العلاني, وقد ابوح بأسماء حبيبات وليس حبيبة واحدة, نعم اسم نسرين ورؤى ووفاء سيخرجان حتما من فمي, فمازالت حلاوة لقائتهن عالقة في مخيلتي, مما يعني سيتم الامران اختفائي وطلاقي. بدد تساؤلاتي صوت موظف الاستعلامات بتطميني: "لا تخف ان الطب تطور فستعطى مع المخدر منوم, وستنام من دون ان تطلق اي تصريح سياسي او عاطفي, نعرف جيدا مما يخافه اهل العراق".
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك