د . محمد العبادي||
في عصرنا هذا تحتشد الأمثلة على التدخل في الانتخابات لدول أخرى ، وقد شاهدنا كيف كان القذافي كريما على الرئيس ساركوزي فأغدق عليه ملايين الدولارات لينتصر في حلبة المناسفة على الرئاسة وقد حصل ذلك ثم انقلب عليه .!
ورأينا كيف تم توجيه الاتهامات من قبل بعض المؤسسات الامريكية لروسيا في تدخلها لصالح الرئيس الفعلي ترامب ، وحصل على وقع ذلك استقالات لشخصيات سياسية ولغط وجدل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد ماتت صفقة القرن في الاعتراف بالقدس وضم أراضي عربية مثل غور الأردن وغيره، لكننا شاهدنا ان الذي بعث فيها الروح هم بعض الحكام العرب عبر مواقفهم الخيانية الهزيلة .
لم يبق على إجراء الانتخابات الأمريكية سوى ( ٥٠ ) يوما ، وقد تدخل بعض الحكام العرب لصالح ترامب في اتخاذ قرار التطبيع مع الكيان الصهيوني في خطوة يستخدمها ترامب للاشارة إلى مساعيه السلمية ونجاح خططه في التطبيع . وحتى الحكومة العراقية كان توقيتها لزيارة امريكا خاطئا وقريبة من موسم دعائي وانتخابي ،وقد أدلى السيد مصطفى الكاظمي بتصريح حول داعش استفاد منه ترامب في حملته الانتخابية وقد رأينا مهارات ترامب الخطابية في تسليط الضوء على نفسه ولمزه للحكومات الضعيفة.
لقد قدموا له مادة اعلامية دسمة ليتحدث بها أمام ناخبيه .
اليوم الثلاثاء المصادف ١٥ /ايلول/٢٠٢٠م يتقلب كل من وزير خارجيتي الإمارات والبحرين في واشنطن لابرام اتفاقيات التطبيع مع الصهاينة ، ولاندري ماهي الدولة التي ستتبعهما في هذا الطريق التطبيعي الذي جرى تحت الضغوط الخفية ،ومن دون رضا شعوب تلك الدول .
على كل حال فإن الحكومة الأمريكية فشلت في علاقاتها الخارجية على أكثر من صعيد ومع اكثر من دولة وهي نقطة ضعف واضحة قد يستخدمها المنافس بايدن ، لكن بعض الحكام العرب أعطوا الذريعة أثناء موسم الانتخابات للرئيس ترامب ان يتحدث في نجاح سياسته ومشاريعه الخارجية ، كما أنهم وفروا له الغطاء ليتحدث عن السلام الدولي مع العلم ان ادارة ترامب دفعت بالعالم نحو التوتر والحروب ، وبالمناسبة هناك بعض المجلات والمؤسسات تريد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام بفضل هذه الجهود العربية في الخضوع والتطبيع .
ان هذا التوقيت السيء للتطبيع والادلاء بالتصريحات المختلفة تنطوي على تدخل في تلك الانتخابات يصب في خدمة إدارة ترامب . لايفوتني ان اشير الى ان منافس ترامب هو أيضا منافس لا يفرق عن ترامب في أهدافه ومشاريعه ، لكن أردنا الإشارة إلى أن التدخل له أشكال مختلفة ، وان على الحكومات الحريصة على مصالح شعوبها ان تمتنع عن التحيز لطرف على حساب طرف مع ان جميع الأطراف هي لديها نفس الأهداف لكن اساليبها تختلف