د. محمد العبادي ||
تجري ايران سنويا ما بين( ٣- ٦ ) مناورات عسكرية ضخمة ، وهي دائما تجري تقييم لقدراتها العسكرية وتحاول جاهدة تلافي نقاط الضعف وتقوية نقاط القوة وهي في عصرنا تعمل بمنطوق الآية الكريمة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) .
ان هذا لا يعني أن ايران تبني قدراتها العسكرية وفقط على حساب الجوانب الأخرى ، بل هي تعمل في موازاة ذلك على بناء قدراتها في المفاصل الحياتية الأخرى.
في يوم الخميس الماضي بدأت ايران مناورات ذو الفقار ٩٩ في مساحة جغرافية (٢) مليون كيلو متر مربع وتمتد من شرق مضيق هرمز وبحر عمان الى شمال المحيط الهندي ، واستمرت تلك المناورات ثلاثة ايام، واشتركت فيها القوات الأربعة للجيش ( القوة البرية والقوة البحرية والقوة الجوية ، وقوة الدفاع الجوي ).
ان إجراء المناورات وتوقيتها لا يأتي اعتباطا ومن دون تخطيط وتنسيق مسبق وتحديد المهام المختلفة ، وإنما هناك أهداف متنوعة من هذه المناورات وليس من الضروري أن يعلن عنها جميعا .
لقد كان هناك استطلاع للمنطقة المحددة للعمليات وحتى القريبة منها قبل وبعد إجراء المناورات ، وكان هناك مراقبة وإشراف للمنطقة العامة للمناورات حتى ان المنظومات الرادارية التابعة للدفاع الجوي رصدت طائرة رغم أنها عصية على الرصد ،لانها ذات مقطع راداري ضئيل جدا إلا أنه تم رصدها ، واعتراضها ،ثم بعد ذلك تم تدميرها ، وفي ذلك اشارة الى سعة وعمق الإشراف والاستطلاع الإيراني.
لقد اشتركت القوة البحرية بسفنها وغواصاتها وبوارجها واشتركت السفن الناقلة من فئتي ( طارق ) و (وغدير) والغواصة (فاتح) .
وفي أثناء ذلك قامت المقاتلات الجوية بمرافقة الوحدات البحرية العائمة أو الغواصات وفي ذلك اشارة واضحة إلى مدى التنسيق فيما بين القوتين العسكريتين للجيش .
لقد تم إشراك أكثر من نوع من الطائرات المسيرة الايرانية في هذه المناورات مثل طائرة كوثر وطائرة سيمرغ ذات المهام المتعددة وغيرها ، الأمر الذي يدل على أن ايران تريد أن تكون اجوائها امنة وتريد السيطرة على مسارات التحليق الجوي الهجومي وتحديد مسارات الأهداف اللازمة عند الحاجة إلى ذلك ، وهذا ما أشار إليه الناطق باسم المناورات الادميرال شهرام ايراني .
أيضا قامت ايران باختبار قدراتها الصاروخية ومدى دقتها حيث قامت الكوادر الهندسية على تطوير نوعية تلك الصواريخ ودقتها وقدرتها التدميرية .
من المهم الإشارة إلى أن ايران قامت باختبار أنظمة الاتصال وتنفيذ عمليات في أجواء الحرب الالكترونية .
على كل حال فإن هذه المناورات تشير إلى أنها حققت أهدافها حيث جرى تقييم تلك المناورات وعمل كل قوة فيها مضافا إلى اختبار الاسلحة المختلفة ومدى فعاليتها .
ان ايران يقظة ومتأهبة وهي تجيد فن الحرب مع أعدائها، ولذا فإن هذه القدرات الايرانية هي مبعث فخر لجميع المسلمين ،لانها جعلت الأعداء لايقتربون منها وكفوا ايديهم عنها بعد أن أدركوا قدراتها الردعية وتخلوا عن الحديث والتهديد بالخيار العسكري المطروح على الطاولة منذ امد بعيد .
https://telegram.me/buratha