د. حسين القاصد||
في الجلسة الإلكترونية التي أقامها الصالون الثقافي في قسم اللغة العربية - كلية التربية - جامعة واسط بعنوان( مستقبل الشعر ومتغيرات العصر) ؛ وهي مبادرة رائعة ونشاط مميز يستحق كل أشكال الثناء والتقدير؛ الا ان الوقت المتاح للمشاركين كان خمس دقائق لا أكثر، وهو ما فرضه واقع الحال الإلكتروني، حال دون الوصول إلى ضفاف غايات الجلسة؛ وأحسب أنها جلسة تستحق أن تمتد لتكون مؤتمرا للخوض والبحث في هذا الشأن.
كان كاتب هذه السطور يريد البحث في شعر اليمن ما بعد عبد الله صالح؛ وشعر تونس بعد زين العابدين بن علي وشعر ليبيا بعد القذافي.. والسؤال عن الشعر المصري وأفوله؛ وماذا عن الشعر في سورية والعراق.
أما شعر الخليج فلا تحولات فيه فقد استقر عند شاطيء الشعر العراقي القديم وليس له غير ذلك.
لكن، هل بحثنا في شعر المعارضة للربيع العربي لا سيما في تونس؟ هل بحثنا في الشعر المؤيد والمعارض لبشار الأسد في سورية؟ هل بحثنا شعر المقاومة في العراق؟ مقاومة الاحتلال الأميركي أو مقاومة الاحتلال الصحراوي الداعشي؟
حمل لنا استاذنا علي عباس علوان مدح "معروف الرصافي" لليهود والانكليز والعثمانيين ومثله وصلتنا قصائد للزهاوي في مدح العثمانيين ثم الإنكليز ثم تهجمه على شهداء ثورة العشرين؛ وفي المقابل حمل لنا استاذنا رحمه الله شيئا عن شاعر ثورة العشرين محمد مهدي البصير وموقف الجواهري الخالد وهو في بداية شعره ودفاعه عن ثورة العشرين.
الغاية ليست التشهير بهذا الشاعر والإشادة بذاك؛ لكن مثلما وصلنا القديم يجب أن يصل واقعنا المرير للأجيال القادمة ومراحل تطور الشعر.
ماذا عن الشعر الداعم للح ش د الشعبي وماذا عن القصائد التي نصرت دا١١١عش وهل يوجد شعر مرحب بالاحتلال الأمريكي كما رحب سلفنا بالعثمانيين ( بدعوى انهم مسلمون) وبالانكليز فاتحين محررين!!.
لابد من أرشفة وحفظ ودراسة هذه القصائد لكي تفهم الأجيال القادمة ما مررنا به وما مر به الشعر العربي؛ هل يعلم النقاد والدارسون المختصون بأن هناك دعوات وحنينا للعثمانين في مناطق من سورية والعراق وحتى مصر؟ وماموقف الشعر من التطبيع؟
هذه هي متغيرات العصر التي يجب أن نناقشها ونوثق تعاطي الشعر لها.
فضلا عن ظاهرة الاستمناء الإلكتروني من شواعر وشعراء السهو الذين أتاح لهم الفضاء الإلكتروني شهرة دبقة جدا!!
إلى أين يمضي الشعر ونحن نعود إلى زمن البردة في مسابقة كتارا في قطر ؟
إلى أين يمضي الشعر في مسابقات الإمارات (العبرية) المتحدة، ومنها مسابقة أمير الشعراء ولن أسأل الأمير كيف صار أميرا لكن لنا أن نسأل ناقدا مثل صلاح فضل كيف رضي أن يصبح ناقدا ارتجاليا كأنه شاعر عمودي مستعجل، ليطلق الحكم على قصيدة ويسهم في تتويج من صدرت التوجيهات بأن يكون أمير الشعراء.
نريد نقدا خارج هذه الاحتفالات الترفيهية المملة.
كنت أريد أن أقول شيئا من هذا في الجلسة الرائعة التي أقامها مبدعو جامعة واسط لكن الوقت كانت له سطوته على الجميع.
شكرا لهذه الفعالية الرائعة وآمل أن تتسع وتصبح مؤتمرا أكاديميا واسعا بعد زوال وباء كورونا.
https://telegram.me/buratha