حسن المياح||
متى يكون السياسي الحاكم , الترجمة الأمينة لمنطوق هذه الآية من القرآن ؟!
الله تعالى تحدث عن المؤمنين بأنهم يقتلوا ( بضم الياء ) شهداء , أو يغلبوا ( بفتح الياء ) منتصرين , وتلك هي الحسنيين . ولم يتطرق الله سبحانه الى الهزيمة , بإعتبارها ليست واردة في أجواء وأحوال المؤمنين الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة , وأنهم يقاتلون في سبيل الله , لأن طبيعة هدف تقديم وتفضيل الآخرة على الحياة الدنيا والجهاد الذي غايته رضوان الله تعالى يمنعهم من الهزيمة , أو النكوص , أو التسليم للأمر الواقع . ولذلك هم يكسبون الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى في كلا الحالين , ويكونوا في عليين عند مليك مقتدر رحيم كريم .
فالمؤمن يبيع نفسه لله , ولا يرى للدنيا ثمنآ في نفسه ; بل هو يشتري الدنيا بالآخرة , وتكون الآخرة هي الهدف الذي ينحوه ويطلبه , والغاية التي يبتغيها في كل عمل من أعماله , وفي كل قول وحركة وإرادة . وهذا هو الفوز بالسعادة الخالدة الذي يمثل الوجه الحقيقي لحركة الآخرة في وعي الإنسان المؤمن الرسالي وموقفه وفعله ونشاطه وقوله وخطوات مسيرته .
وهذا هو الإسلام الواعي الذي يهذب العقول , ويحيي الإرادات , وينشط الهمم , ويبعث الأمل , ويصحح مسيرة العمل والجهاد , ويرسخ الثبات العزوم ويؤصله , ويسعد الوجود الإنساني دنيآ وآخرة .
فأين هم السياسيون والحاكمون والمتصدون الذين يدعون عقيدة لا إله إلا الله , ويزعمون أن الإيمان ملأ قلوبهم , ونشطها حركة تقوى , وفعل إستقامة , لما تصدوا للمسؤولية , وإتخذوا على عاتقهم حفظ الأمانة الثقلية التي عجزت عن حملها السماوات والأرضون والجبال , وتحملها الإنسان نفسه , ليكون خليفة الله في أرضه , والصورة المثلى في السلوك الخير الصالح المبارك , والتطبيق العملي القويم المستقيم المترجم الأمين .... ???
ويكونوا مصداقآ للآية القرآنية الكريمة :
( فليقاتل في سبيل الله , الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة , ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل ~ بضم الياء ~ , أو يغلب ~ بفتح الياء ~ , فسوف نؤتيه أجرآ عظيمآ ) .
فلا ( تضموا ) عقيدة لا إله إلا الله بما فيها من تشريعات وأحكام وسلوك وأخلاق ومفاهيم , وتغلقوها وتمنعوا ترجمتها الصادقة الطيبة المثلى في واقع حياة الناس , و ( تفتحوا ) وتطلقوا العنان , وتمكنوا للهوى أن يسود ويحكم , وهذا هو الذي أنتم ما فعلتموه , وتفعلونه , ولا زلتم فاعلين أقوياء أسودآ متنمرين شرسين متوحشين مجرمين , وتتقاتلون على إستمرار سيادته اللاهثة العابثة , وحاكميته القاتلة الناسفة , لتبيعوا آخرتكم بدنياكم ودنيا غيركم من الآثمين المجرمين .
وبذلك تكونون أعداء الله جلت قدرته , من حيث أنكم الصورة المشوهة المحرفة , والسلوك المنحرف العابث اللامصداق لمنطوق الآية القرآنية الكريمة , ومضامينها , وتشريعاتها , ومفاهيمها .
وتعس الحياة حياتكم أنتم يا أوغاد محرفون منحرفون , وأنها حياة الشقاء والذل , والعار والشنار , والمهانة والإحتقار , في مقاييس الله سبحانه وتعالى .
وتظنون أنكم الفائزون الرابحون ... ???
https://telegram.me/buratha