المقالات

الدولة واللادولة

1293 2020-09-06

 

قاسم الغراوي||

 

في مقدمة مايجب محاسبة الدولة عليه اليوم ليس الفساد فقط بل إباحة البلد، والتخلي الكامل عن أول وأهم مسؤولياتها وهي حفظ أمن المواطن وحياته وممتلكاته وحرياته إذ من غير المعقول ان تكون الامور سائبة وهيبة الدولة غائبة والتمرد عليها وعلى قوانينها هو الطاغي في حياة العراقيين.

منذ شهرين واكثر والعصابات تجوب مدن الوسط والجنوب ليلا ونهارا.. تقيل مدراء وتعين آخرين، تقتل، وتنهب، وتحرق ممتلكات عامة وخاصة، وتقطع الطرق والجسور، وتغلق المؤسسات، وتمنع المواطنين قسريا من الذهاب للعمل والتنقل وتقطع أوصال الشوارع والساحات بغياب الدولة ورادعها مع وجود قوات أمنية حتى فقدت هيبتها واحترامها للأسف.

نخب المجتمع من أساتذة جامعات، ومدرسين ، واطباء، وكفاءات مختلفة، يهانون أمام مؤسساتهم وبيوتهم وفي الشوارع ويعتدى عليهم، ويقفون بلا حول ولاقوة ولايوجد  رادعآ لهؤلاء الذين اتخذوا التظاهرات حجة لممارسة سلوكيات شاذة تتنافى مع القيم  والحريات وقوانين ومؤسسات دوله، ويذكر الجميع ماحدث في ساحة الوثبة من إعدام لشاب وماحدث في ميسان من قتل لجرحى في سيارة الإسعاف وجرف لمباني احزاب إسلامية في الجنوب.

ناشطون يغتالون أو يختفون، وجنود وقفوا لحماية المتظاهرين  يتجاوزون عليهم ويجرحون دون رادع ولا أحد يوقف هذا الارهاب، والعراقيون يتساءلون هل من حماية لارواحنا في ظل هذه الفوضى  والاستهتار بغياب الدولة.

حين تتخلى الدولة عن فرض القانون، وحفظ الأمن والنظام، تسقط هيبتها، ويتحول الوطن الى غابة، لاحرمة فيها لنفس أو مال او اعراض أو مقدسات أو أي قيم انسانية وأخلاقية.. ويصبح الجميع يبحث عمن يحميه.

إذا لم يجد المواطن دولة تحميه قدم فروض الطاعة والولاء للمخربين والمجرمين والميليشيات والمسلحين ليأمن شرهم، ولن يتردد أن يكون جزء من مشروعهم طالما أباحته الدولة لهم!

مازال المواطنين في العراق يعلقون آمالا بعودة الاستقرار واحترام القوانين وفرض هيبة الدولة وعلى قواتها الامنية ان تبسط سلطتها بقوة القانون ويجب أن يحترم الإنسان وتصان كرامته والا فنحن أمام خيار الدولة واللادولة.          

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك