يوسف الراشد ||
منذ نكسة حزيران عام 1967 وحتى يومنا هذا مارست الولايات المتحدة الامريكية الضغوط على الدول العربية وخاصة التي لها حدود مشتركة مع الكيان الصهيوني مثل سوريا والاردن ولبنان ومصر لضمان امن واستقرار اسرائيل .
وفعلا نجحت امريكا في ذلك السعي فهي استقطبت الاردن الذي يعاني من محدودية مواردة الاقتصادية ويعيش على المساعدات والمنح الامريكية والمساعدات العربية حيث فتحت الحدود مع اسرائيل وتبادل السفارات والتمثيل الدبلوماسي وتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياحية .
ثم تبعتها مصر حيث استقرت طائرة انور السادات في اسرائيل معلنة بدء العلاقة مع الكيان الصهيوني وتبعتها باقي الدول العربية في فتح وتوسيع العلاقات العلنية والسرية مع الصهاينة ثم دخلت دول الخليج على الخط فالسعودية وقطر والبحرين والان الامارات من اوسع ابوابها .
اما العراق فالغدة السرطانية (اقليم كردستان ) الذي تربطه علاقات ومنذ السبعينيتات القرن الماضي على عهد حياة ملا مصطفى البرزاني مع الصهاينة ويتامران على العراق ومنذ عام 2003 وحتى يومنا هذا النواب والسياسيين الاكراد يمرحون ويسرحون في اسرائيل .
كما لايخفون الاكراد علاقاتهم مع الكيان الصهيوني وهناك ممثلية وقنصلية اسرائيلية في كردستان واصبحت بؤرة تأوي العملاء والمندسين والخارجون عن القانون والمطلوبين للقضاء والفاسدين والسارقين قوت الشعب فهي غدة سرطانية في جسد العراق .
فالاكراد وبعض الساسة والنواب السنة لايخفون رغبتهم في تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني والسفارة الامريكية تدفع بهذا الاتجاه وتوجج الوضع الداخلي للتمهيد وتعبيد الطريق من اجل فتح سفارة او قنصلية في بغداد على غرار كردستان .
وما زيارة ماكرون الى العراق .... فهي تصب في هذا الاتجاه لتلعب فرنسا دورا محوريا ياخذ شكلا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وبدعم ومباركة امريكية صهيونية ليحجم التمدد الصيني الروسي الايراني ويسهل ويعبد الطريق ليكون العراق طرفا في هذه اللعبة .
وهم بذلك مستغلين الوضع والاضطراب الداخلي العراقي وتشتت وتفكك الاحزاب وقيادات العراقية وخاصة الاسلامية منها والتي كان للسفارة الامريكية والجيوش والذباب اللالكتروني دور فعال في اسقاط حكومة عبد المهدي .
ومهما يكون فان المستقبل السياسي العراقي ترسمه المعطيات على الارض والشخصيات والقوى السياسية وترسمه الانتخابات القادمة ووحدة الصف والمواقف للقوى السياسية والاتفاق على استراتيجية موحدة والايام حبلى بالمفاجئات والمواقف .
ويمكن ان نقول فان محور الزيارة للرئيس الفرنسي هو جمع محور قوى المنطقة العربية مع القوى الغربية والخليجية لتهيئة الارضية المناسبة والقبول بتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني والعراق هو المحطة القادمة .
https://telegram.me/buratha