بعد ان وصل كتاب مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين عليه السلام باجتماع راي اهل الكوفة على مبايعة الإمام ونصرته ؛ لبث الإمام الحسين في مكة يوما ابو بعض يوم ثم توجه نحو الكوفة . كان على الإمام عليه السلام ان يطوي حوالي (١٧) منزلا أو مرحلة ليصل إلى الكوفة[بعض المحققين ذكر أكثر من ثلاثين منزلا وهو غير صحيح] بعد أن يقطع حوالي (١٣٠٠) كيلو متر هي على التقريب المسافة الفاصلة بين مكة والكوفة . لقد كانت رحلة شاقة ففي يوم التروية أو اليوم التاسع من ذي الحجة ( اليوم الذي قتل فيه مسلم بن عقيل ) خرج الإمام الحسين متجها نحو الكوفة وكان عليه ان يشق قلب الصحراء لطي منازل الطريق ، لكنه لم يصل إلى الكوفة ،لان ابن زياد قد وضع المفارز والمسالح على طول الطريق أو الطرق والمنافذ المؤدية إلى الكوفة ، وأرسل ابن زياد طليعة تقدر بألف فارس بقيادة الحر الرياحي لحجز الإمام عن الوصول إلى الكوفة حيث ان الإمام فيما لو دخل الكوفة لتغيرت الموازين أو صورة الموقف فيها . لقد وصل موكب الإمام الحسين عليه السلام إلى مشارف القادسية ولم يبق إلا منزل أو منزلين عن الكوفة ، لكنه عدل عن الطريق وتياسر مضطرا نحو كربلاء حيث منعه الحر الرياحي عن مواصلة الطريق إلى الكوفة . لقد وصل الإمام الحسين إلى كربلاء في يوم الأربعاء أو في يوم الخميس في الثاني من شهر محرم الحرام وهو ما يعني أنه قطع تلك المسافة في ظرف (٢٣ أو ٢٤) يوما ليصل ارض كربلاء والشهادة . وعند وصوله إلى كربلاء جاءت جيوش بني أمية لتحاصره في اليوم التالي من نزوله في كربلاء ، وقد جاءت تلك الجيوش على دفعات حتى اكتمل نصابها بالالوف قبل يوم العاشر لتتهيأ وتتنكب لقتال الإمام في فئته الإلهية القليلة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha