عمار الجادر||
حلمت بان احدهم يتكلم عن هوية وطنية ولدت بعد ثورة تشرين حسب ما ادعى, فخرجت اتأمل لعلي اجد تلك الهوية بعد هذا التأريخ المشؤوم, وكي اعلم الجواب, علي ان اعرف في اي مكان انطلقت, وعلى من؟! كي اعلم من طمس الهوية ؟!
لقد خرجت تلك المظاهرات المشؤومة في وسط العراق وجنوبه فقط, وابتدأت على ما اذكر قبل اربعينية الامام الحسين ع والمسير المرعب نحو قبلة ابي الاحرار, وبالتأكيد فهذه هوية الوسط والجنوب الحقيقية, وهي هوية اكتسبتها تلك الارض منذ ان قتل يزيد لع بمظاهرات تشبه تلك الحسين ع واهل بيته, واتذكر ايضا ان عمر بن سعد لع قد حشد ضد الحسين ع بقوله ( انه خرج على خليفة المسلمين) وهو يعلم جيدا ان يزيد ليس بمسلم حتى لكي يكون اميرا على المسلمين, لكن حب الري قد شغف عقل عمر فقتل الحسين ع ولم يظفر بالري!
نعم اتذكر جيدا تلك المسيرة الاربعينية, فقد انطلقت صيحات الغربان بعد نصر مؤزر على داعش, أتذكرون داعش الذي يذبح كل من ينطق بولاية علي؟! نعم هي هويتنا نحن الشروك, ( ولاية علي), ( كرم الامام الحسن ع), ( تضحية اصحاب الحسين ع) هويتنا, لكن تلك الغربان مزقتها فاخذت تضايق زائر الحسين ع, وتطرد الموالي من مضيف الحسن ع, لانه ايراني, وتسمي من يستقبلهم ذيل وتبعي, منذ ذلك اليوم علمت ان هؤلاء هم انفسهم من اوجعتهم البنادق الايرانية التي وقفت بها الجمهورية معنا لكي ننتصر على داعش, وانفسهم من لم يغزر فيه ملح الجنوب, ولكنه اكل معلبات اليهود التي كانت تلقى بطائرات امريكية كارزاق لداعش لكي يذبحوا هويتنا من الوريد الى الوريد.
نظرت لعلي اجد فتات تلك الهوية في مدرسة قربنا, فسمعت صوت الجهلة خلف مدير المدرسة( هي هي هي تعليمكم فاشل), وركبت سيارتي كي ارى لعلي اقنع نفسي بما تكلم به احدهم عن هوية, فمررت بسيطرة وجدت مجموعة من الاطفال يرشقون الضابط والشرطي بالحجارة, سافرت الى النجف الاشرف, واذا بباب قبلة امير المؤمنين علية سواد اثار اطارات حرقها اولئك كي يحاربوا فساد حكومة تسكن الخضراء! ولا انسى فقبل وصولي لباب القبلة مررت بساحة ثورة العشرين حيث ترقد هوية معاصرة قتلت بمحرابها, محمد باقر الحكيم! فوجدت ان النار قد التهمت بابه ووصلت الى قبره, بمعنى ان هؤلاء كانوا يضنون ان محمد باقر الحكيم لا يعني هوية, فهل يستطيع ان يدلني ذلك المتحدث عن اي هوية وطنية يتكلم؟!
ذهبت الى مضايف اهلي في الناصرية, فوجدت العقال على الارض, وقد داسته كلمات ( الكذلة اليوم تسولف ضم عكالك للدكات), فلملمت دموعي ورجعت لعلي اجد معمم حوزوي يحيي ايام عاشوراء في مجلسي, ذهبت الى احد المشايخ لاجده قد تخلى عن عمامته البيضاء! فقلت له لماذا؟! قال كلما خرجت بها اجد مقولة ( ابو كذلة طلع جا وين ابو عمامة) فاستحييت وانت تعلم ان دمي قد اريق عندما جرحت في معارك الفلوجة!
هوية مسخة تلك التي اقتنيناها بعد تشرين المشؤوم, هوية تعرف في الدول باننا الوطن الذي لم يحمي زائره, ولم ياخذ بثأره, بل رقص على جثمانه وهو يعلم من قتله ولم, اعتقد ان حكم الري او كنوز قارون قد حجبت الرؤيا تماما عن ان موسى هو الهوية التي مزقها فرعون.