المقالات

فما حدى مما بدى ؟ 

1708 2020-08-05

 قاسم الغراوي ||   لطالما كنت ولازلت متفائلآ بأن الأمور ستتغير في العراق في يوما ما وحتى لا افقد هذا الحلم، كنت دائما اتحدث عن هذا الأمل . وبين نقدي للظواهر السلبية الشاذة والمواقف الغير انسانية وبين تشجيعي وكتاباتي وحديثي عن الصور الايجابية وان تضائلت احوم بحبري وقلمي لامد خطآ مستقيمآ محاولا مختزلا الزمن للوصول إلى اقصر نقطة امل تحتضن استقرار العراق وخلاصه لكل ماعاناه في رحلة وجوده من دمار وتراجع ونكوص وتشرذم وضياع الا أنني أرى صعوبة في ذلك الا مارحم ربي . واقع متناقض ومتشابك ، ومتهالك، والعراق ريشة في مهب الرياح لامستقر لها تائة وضائعة تبحث عن وجودها واستقرارها في ظل العواصف والرياح الشديدة.  العراق تحكمه حيتان الفساد ونخرته الأنا وضيعته افكار الأنانية. غابت فيه قوة العدالة والحق ، فتشرذمت اقواله ومواقفه بفعل ساسته الذين شوهوا صورته والوانه . العراق غاب تاريخه عن ذاكرة السلطة ولم يمتد بصرهم لما بعد الغد فلا مستقبل يرى مرسوم لسنوات .  شحت مياهه وارض السواد عطشى، والإنسان يبحث عن  حضن وطن يرتمي فيه ويشم عطر الرافدين وطين الشاطيء.  نحلم به ونفصل تلك الأماني على طول العمر ، نبتسم للماضي القريب، نفتخر ببطولاتنا وتضحياتنا، نقلب اوراق تاريخنا المشرق، لطالما كان العراقي صانعآ للمجد والحضارة متفوقآ في العلم متميزا في العمل ، قارئا ومثقفآ وواعيآ لما يحيط به، ينبوعآ من العطاء ، مصممآ ان يعيش الحياة بالطريقة التي يحلم بها ويريدها، يرسم خطوات الغد قبل ان يخطوا ، يعرف ان الغد قريبآ منه وفيه تتحقق الأمنيات. العراق بلد لازال يئن من عمق الجراح على قارعة خارطة العالم ولازال متشحآ باحزانه ، والاخوة الاعداء يتفرجون ويتهامسون لهذا السقوط المدوي لكنه لازال يعانق السماء. العراق لازال ينزف دمآ ولازالت المؤامرات مستمرة والطعنات متتالية تحاول أن تشج حبل الوريد لتنهي وجوده في أرض الله. فما حدى مما بدى؟ تغيرت الأفكار والمواقف والرؤيا والمفاهيم لاشياء كثيرة فالقيم لاحها الدمار والأرواح فقدت النقاء والعيون ضيعت البراءة والقلوب لم تعد تحب كما كانت. وكان الإنسان كومة من التناقضات والتشظيات التي يصعب لملمتها واعادة صياغتها.  وتشوه  الجمال الذي لامس روح العراقي  وبدأ الليل يزحف لولا ؛ رجال مشرقين بالمباديء آمنوا بربهم وبقيم السماء وبتربة الوطن فكان العراق عنوانآ.  رجال شذوا (بإيجابية) عن قاعدة الشواذ في المجتمع وهم قلة في هذا الزمن الصعب ولكنهم كثرة بأقلامهم واصواتهم وكلماتهم وتضامنهم ومودتهم . جراحهم واحدة وهمومهم واحدة ووطنهم واحد، وسماءهم وارضهم واحدة يرسمون لنا الأمل بغد افضل للعراق رغم المحن والالم رغم انقلاب الموازين، املآ سيكون قريبا بإذن الله بهمة الرجال المؤمنين المخلصين الواثقين رغم جسامة التضحيات وكثرة المؤامرات.  العراق لابد أن ينتصر اخيرآ فالعراقي نقيآ  وسينهض ليصل عنان السماء ويلامس أحلامه في الحرية والاستقلال والكرامة والقوة . سيقول العراق كلمته  وإذا قال العراق فصدقوه فالقول ماقال العراق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك