المقالات

فليبقى العراق هشاً لأبقى  

1184 2020-08-01

✍🏻ضياء الدين الخطيب ||

 

طبيعة الصراع منذ الأزل تفرض على الأطراف المتصارعة لإثبات الوجود وازاحة الطرف الآخر عدة عوامل منها معرفة الخصم.

والمتتبع لطبيعة خصم كامريكا منذ أن وجدت كقوة استعمارية وامبرالية مرت بعدة تجارب في اليابان وفيتنام وألمانيا ومع جماعة طلبان في أفغانستان والالصراع الممتد مع إيران الإسلام والمقاومة الإسلامية الشيعية في الشرق الأوسط إلى يومنا هذا .

ومن ذلك نستفيد أن هنالك عوامل كثيرة جعلت من امريكا تفرض وجودها وهيمنتها على الدولة المتواجدة فيها لغرض تحقيق أكبر منافع ومصالح من ولاطول فترة ممكنة.

عنوان المقال يبين حقيقة تريدها أمريكا في المنطقة وفي العراق خاصة وتحديدا كونه خاصرة معظم دول الخليج وايران والمنطقة سواء الصديقة منها والمضادة والمحايدة.

أمريكا تريد أن يبقى العراق ضعيفاً و هشاً ومضطرباً ومفككاً لا أساس له ولا رأسه.

من القواعد السياسية التي تنتهجها الدول الإمبريالية لأحكام سيطرتها على الشعوب هي قاعدة: (فرق تسد) والتي طالما عملت بها هذه الدولة البغيضة في كل أوقات و محال تواجدها. 

دائما ماتعمل على تفرقة وتجويع وتخوين وإيجاد الفتن وتقسيم واحتراب المجتمعات على أسس طائفية وعرقية وقومية.... الخ وايجاد طبقات مجتمعية متناحرة من حيث الثراء والفقر والثقافة والجهل ودينية ومذهبية وتبعية التوجهات السياسية والعقائدية والاجتماعية وهذا كله يسهم في إطالة فترة تواجدها وتكاثر منافعها.

الذي يحصل هو أن من مصلحة الأمريكي أن يبقى العراق والطبقة السياسية على هذا الحال لأطول فترة ومن مصلحتها أن تكون الرئاسات الثلاث في العراق بالشكل الحالي وخاصة رئاسة الوزراء.

هنالك عوامل وسيناريوها عدة ساهمت وتساهم في تعزيز بقائها و احاول ان افهرسها في نقاط لغرض التذكير بها :

١- تحاول أن يكون العراق في صفها لأكثر فترة وتسعى أن يبقى بحاجة للرجوع إليها وطلب مساندتها ك(الاتفاقية الأمنية - الأطر الاستراتيجية).

٢- تقييد حرية العراق في عقد الاتفاقية التحالفات مع الأطراف التي لديها جدية في تعافية.

٣- تحاول تقسيم وتجزئة وخلق بؤر توتر في الداخل العراقي دينيا و سياسيا واجتماعيا وقوميا.

٤- ربط سيادة ومصالح وثروات العراق من خلال قرارات الأمم المتحدة والتي جعلت من العراق يتارجح تحت طائلة البند السابع فتارة يرفع كما في القرار ٢٣٩٠ لسنة ٢٠١٧ ومحاولات لاعادته بسبب قتل المتظاهرين .

٥- أمريكا بحاجة لمعالجة الغول العقائدي الذي بدى يتنامى و يكبر منذ ٤٠ عام من انتصار الثورة الإسلامية والذي افشل معظم مخططات هيمنة الاستكبار في الشرق الأوسط وفي العراق تحديدا حيث أن وجودها في العراق هو لمحاصر المد الإسلامي الأصيل لكن الذي حصل هو ظهور حركات مقاومة وفتية وقوية شلت وافشلت الكثير من المشاريع في المنطقة والعراق تحديدا وتكون نتيجة وجودها الحشد الشعبي الذي واجه صنيعتها داعش لذا بات الحشد الجيش العقائدي مشكلة عويصة تواجهها وبات من الاوليات حله وتمزيقة و دمجه واذابته في الأجهزة الأمنية.

٦- تواجد أمريكا ضروري في قطع سلسلة الربط بين خطوط المقاومة في المنطقة فما حصل في العراق وسوريا ما هو إلا هدف في زج وإضعاف واستهلاك  خطوط المقاومة في الفتن والحروب المفتعلة.

٧- أمريكا لديها اتفاقيات مع الكيان الغاصب تفرض تواجدها لتكون حائط الصد لديمومة بقاء البنت اللقيطة.

٨- أمريكا أدركت خطذها في إسقاط نظام البعث كليا كونها لمس وجود كوادر ونخب وقيادات مستعدة للتعامل معها وتنفيذ ما تريد شرط عودتهم الى السلطة.. الخ

بقي علينا كأمة تأن مما تعمله أمريكا من أعمال عبثية وضار في العراق تحديدا والمنطقة عموما أن نسلك عدة خيارات ويستفاد من تجارب أخرى مرت بها الأمم التي منها نالت الحرية والكرامة.

١- الخيار الفيتنامي الإخراج بالقوة وهو الخيار المسلح والذي اخرجهم اذلاء بلا قيد ولا شرط وهذا يتطلب تكاتف الأمة جميعا مع وحدة القيادة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة.

٢- خيار جماعة طلبان والتي احتكمت إلى المفاوضات في الدوحة وفق شروط مذلة للجانب الأمريكي.

٣- خيار آن تتوافق جميع الدول المتصارعة كايران ودول الخليج والجوار العراقي وأمريكا على إخراج العراق من ساحة الصراع وهذا مستبعد ولا يمكن تحققه.

٤-خيار الاستسلام للإرادة الأمريكية وتسليم كل مقدرات البلاد والعباد وهذا لا يمكن حصولة.

والخلاصة أن أمريكا تريد أن يبقى الوضع ضبابي لا قعر له وتجعل من الفوضى والاضطراب واحتياجات الأمة مسوغ لبقائها مع خلق جيوش من السذج لخوض معارك بالاتجاه الخطأ من خلال التضليل.

وهذا ما حصل من تولية رئاسة الوزراء للكاظمي والذي بدءا بأحكام السيطرة على سلطة الإعلام والتي ستقود لتضليل أكثر وتسخير الكثير من الشباب والتوجهات لخدمة المصالح الأمريكية من حيث تعلم أو لا تعلم.

اكتفي بهذا القدر راجيا العذر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك