لجأ أعداء ايران إلى ركوب أكثر من أسلوب في ثني ايران عن نهجها المستقل ، وذهبت جهودهم ادراج الرياح . ولما رأت ايران ان الأعداء يركزون على الحصار الاقتصادي لجأت إلى تنشيط ديبلوماسيتها الاقتصادية حيث تعمل فروع المعاونية الاقتصادية في وزارة الخارجية الايرانية بشكل فاعل ومؤثر . ايران انتدبت للعمل في المعاونية الاقتصادية أساتذة اكفاء وخبراء من الاقتصاديين والتجار ، ولديهم إشراف على تشخيص حاجات ايران الاقتصادية، وايضا لديهم قدرة على المسح الميداني لمعرفة ماهو ضروري لإيران ، وما هو مورد حاجة للبلد المضيف . ايران رأت ان الصين دولة تتقدم بشكل مضطرد وبسرعة قياسية في كثير من المجالات وحسبنا ان نشير إلى أن المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة أعلنت في ١٦/ تشرين الأول/ ٢٠١٩م ان نصف طلبات تسجيل براءات الاختراع في العالم كانت من نصيب الصين وبرقم قياسي بلغ ١.٥٤ مليون طلب ، وبينما سجلت الصين تلك الأرقام القياسية جاءت بعدها الولايات المتحدة بفارق كبير عن الصين حيث سجلت ٦٠٠ ألف طلب براءة اختراع . هذا التطور الذي تستشرفه ايران عند الصين ، دفع بها إلى التفكير الجدي في وضع إطار اتفاق استراتيجي تكميلي مع الصين، لاسيما وأن الصين لها مواقف إيجابية من ايران ويمكن الوثوق بتعهداتها. لقد بدأت فكرة التعاون فيما بين ايران والصين تختمر بعد الاتفاق النووي سنة ٢٠١٥م ، حيث زار الرئيس الصيني ايران في كانون الثاني سنة ٢٠١٦م وصدر بيان مشترك حول الشراكة الشاملة بين البلدين ، وكانت العبارات كلية ويبدو أنهما يدركان حجم التخريب الذي تمارسه بعض الأطراف الخارجية حول موضوع التعاون والشراكة بينهما ولذا لم يحصل الإعلام إلا على تسريبات غير مؤكدة . وحاول الإعلام الموجه ان يضرب بحاجاته واطانيبه في جميع الاتجاهات لعله يصيب أو يدرك بعض ماتم التوصل إليه ، لكنه لم يصب هدفه واخذ يضرب برجله الأرض ويثير الغبار عن وجود اتفاق لمدة (٢٥) عاما ، وباستثمارات تبلغ (٤٠٠) مليار دولار ، وأن ايران قامت بتأجير أراضيها و..و..الخ . لكن كل ذلك يدخل في باب والتخمينات والتكهنات والشائعات ليس أكثر. وقد قطع الناطق باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي نزاع القوم عندما صرح في ٨/ تموز /٢٠٢٠م بان ( لاوجود لأي وثيقة صحيحة عند أحد إلى أن يتم الانتهاء من المفاوضات مع الصين ). لقد قام السيد ظريف والفريق العامل معه بأكثر من زيارة للصين لمتابعة الموضوع وتم تبادل وجهات النظر ، وايضا تبادلت الفرق المختصة والفنية الزيارات من اجل الوصول إلى التطبيق الأفضل وضماناته . ايران بلد مؤسسات، ولم تترك هذا الموضوع حصرا في وزارة الخارجية ، بل تم مناقشة أبعاده المختلفة وتم استدعاء الدكتور محمد جواد ظريف ومعه بعض الوزراء - الذين لهم سهم في إطار التعاون المشترك - إلى البرلمان الإيراني وتم مناقشة الموضوع من قبل اللجان المختصة في البرلمان ، كما أن رئيس البرلمان الجديد السيد قاليباف التقى بالسفير الصيني واطلع على حيثيات الموضوع وأبدى اهتمامه وترحيبه به لاسيما وان لإيران تجارب مرة مع الدول الغربية . لقد استمر التفاوض بين الشرق والشرق (بين ايران والصين) وبهدوء من سنة ٢٠١٦م وحتى سنة ٢٠٢٠م ولازالت الدولتان تضعان لمساتهما الأخيرة على ذلك التوافق القائم على تبادل المنفعة وتحقيق مبدأ ( ربح - ربح ) لكليهما . يبدو أن ايران تتجه في علاقاتها مع الشرق ، وفي الأفق ما يشير إلى وجود توافقات أخرى في منفعة ايران والدول الصديقة لها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha