المقالات

نظرية الأواني المستطرقة وتطبيقها في حصار المقاومة


  ✍د.محمد العبادي ||

 

كنت قد درست في مرحلة المتوسطة أو الاعدادية لا اتذكر على وجه الدقة ؛ قانون الأواني المستطرقة وطوي هذا الدرس في خبايا ذاكرتي ، واليوم وبعد مضي سنين طويلة كان لدينا دورة في الفكر والتحليل الإستراتيجي وفيها مادة للتحليل السياسي وأثناء الدرس تطرق الاستاذ إلى عدة نظريات ثم عرج في اثناء حديثه على نظرية الأواني المستطرقة في السياسة .  لقد درست ذلك القانون الفيزيائي ولم يخطر ببالي تطبيقه وتسريته إلى السياسة والاقتصاد وجوانب اخرى .  أثناء تحليل الاستاذ ذهب ذهني (للحظات) بعيدا ليستنهض الماضي ويستأنس به ، ثم عدت إلى الحضور ذهنيا وفيزيائيا إلى الدرس . معروف ان قانون الأواني المستطرقة هو عبارة عن مجموعة من الأواني المختلفة الأشكال والأحجام ،ومتساوية الارتفاع ، ومتصلة مع بعضها بقاعدة مشتركة ، وعند صب الماء في أحد فوهات تلك الأشكال والاحجام المختلفة يتوزع الماء بنفس الارتفاع عند باقي الأشكال ويتوازن فيها ،لان جميع الأشكال تخضع لنفس الضغط الجوي وعندئذ تكون على سوية افقية واحدة .     هذا القانون الفيزيائي يستخدم حاليا في علوم مختلفة كالعلوم السياسية والاجتماعية والاقتصاديةوحتى في الفنون العسكرية . نعرف ان امريكا قطعت بقطعاتها العسكرية أكثر من (١٠) ألاف كيلو متر وجاءت إلى منطقتنا ليس من اجل عيون أبناء المنطقة، بل لترسم خارطة المنطقة وفقا لمصالحها ويساعدها في هذا المسعى الكيان الصهيوني الغاصب وبعض ذيولهما في المنطقة . أمريكا واجهت عقبة كؤود تقف أمام محاولاتها الرامية لجعل بلدان المنطقة بخيراتها تصب حكرا وحصرا في دائرة المصالح الأمريكية ؛وهذه العقبة الكبيرة هي وجود الجمهورية الإسلامية وحلفائها الذين يقفون بالضد أمام مشروع النهب الأمريكي.  وعليه فإن أمريكا واتباعها اليوم تعمل في ضوء نظرية الأواني المستطرقة حيث تقوم بالتنسيق والتعاون بتنظيم الهجمات على ايران وتعمل على تطبيق حرب الحرائق أو الحروب الصامتة ، ونجد في شكل آخر يعمل الصهاينة في الهجوم على سورية والمقاومة على الأراضي السورية ، وفي موقع اخر نشاهد ذيول أمريكا يقومون بهجمات جوية على اليمن وفي أماكن أخرى  يعمل حلفاء أمريكا على المطالبة بنزع سلاح حزب الله ،أو سلاح المقاومة في العراق . وهكذا نلاحظ أن أمريكا واتباعها بعضهم لبعض ظهيرا . اظن ان على جبهة المقاومة أيضا  أن تعمل على تهشيم هذا القانون الذي يستخدمه الأعداء بوضع أكثر من خطة عملية مضادة وأن تقوم بتنويع وتوسيع جهودها، وزيادة التنسيق والتعاون فيما بينها، وبما ينفع مصالح شعوب ودول المنطقة .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك