المقالات

هل نشهد برلمانا رقابيا فاعلا ؟ !  

1249 2020-07-15

 قاسم الغراوي / محلل سياسي ||

                            

يفتح البرلمان العراقي، ملف الطاقة الكهربائية في البلاد، على وقع احتجاجات شعبية تندد بالقطع المستمر للتيار الكهربائي منذ2006 لغاية الآن بالرغم من رصد اموال هائلة بلغت 6‪5 مليار دولار لكن دون جدوى.

شكلت اللجنة بضغط التظاهرات الشعبية الواسعة في محافظات الوسط والجنوب  التي عانت انقطاعا مستمرا مع اشتداد الصيف ووصول درجات الحرارة الى نصف درجة الغليان. 

وأصبح من المعتاد أن ينطلق الشارع العراقي كلّ صيف في التعبير عن الغضب من سوء الخدمات.

ان التلكوء الواضح في توفير الطاقة الكهربائية يخضع لاعتبارات كثيرة في وزارة الكهرباء التي تتنافس عليها الاحزاب لنيلها والذين تعاقبوا على إدارة هذا الملف، هم من الكتل السياسية التي يمثلها البرلمان، وبالتالي من الصعوبة على القوى السياسية إدانة نفسها، وفتح ملفات وزرائها السابقين بالرغم من وجود هذه الملفات وطرحها في هيئة النزاهة.

البرلمان عليه ان يؤدي عمله بالشكل المطلوب بعيدا عن التجاذبات السياسية كونه جهة رقابية وتشريعية ، خاصة في ملف مثل الطاقة، والمفروض ان اللجنة بعيدة عن المحسوبية وغيرها، وستفتح ملفات كبيرة، لمعرفة المقصرين، وليس بالضرورة أن يكونوا وزراء، فربما من المدراء العامين، أو مسؤولي التعاقدات وغيرهم.

لا اعتقد أن اللجنة يُنتظر منها حل مشكلة الطاقة في العراق، لكن هدفها الأساس هو تشخيص الخلل، وفتح العقود المالية التي وُقعت على مدار السنوات الماضية، وكشف الوهمية منها، حيث أنفق العراق على هذا الملف نحو 65 مليار دولار دون تطور في منظومة الكهرباء.

هناك فساد تراكمي، ليس في وزارة الكهرباء فقط بل في المنظومة السياسية الحاكمة قبضتها على كافة الوزارات التي فشلت بدورها في تقديم الخدمات لابناء الشعب العراقي.

إذا لم يتم الاستجابة للمطالبة بتحسين الكهرباء، سيتّسع مدى هذه التظاهرات لتشمل جميع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على وجه العموم، وصولا إلى رفع شعارات مناوئة للعملية السياسية برمّتها وللنظام القائم كما شهدنا ذلك في تظاهرات أكتوبر الماضي.

نتمنى (وما أكثر أمنياتنا) أن تنجح هذه اللجنة لانها ستعيد النظرة الإيجابية للبرلمان كجهة رقابية فعالة، وسيشكل دعما للقضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من دمر العراقيين بالنار والقيظ، فهذه الجرائم توازي الجرائم الإرهابية، ولا تسقط بالتقادم، ويمكن استرجاع الأموال المهربة، وكذلك المطلوبين في الخارج لينالوا جزاءهم العادل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك