تطورت أساليب العمل وتنوعت في تصفية الأشخاص معنويا او جسديا ،وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأهداف السياسية . ربما تتداخل تلك الأهداف السياسية بالدينية وقد تختلط الأهداف السياسية بالأمنية والثقافية اوغير ذلك ، لتشكل بمجموعها دافعا لارتكاب جريمة الاغتيال السياسي . لقد وقعت في العقود الأخيرة أنواع التصفيات الجسدية السياسية ، وحسبنا ان نشير إلى الاغتيالات الصهيونية التي طالت أكثر من (٢٧٠٠) شخصية فلسطينية فاعلة ومؤثرة، وهذه العمليات موثقة وموجودة في أرشيف الموساد الإسرائيلي. ويمكننا أن نشير إلى عمليات الاغتيال السياسي التي ترتكبها أمريكا في اكثر من مكان ، حيث نفذوا مئات الاغتيالات سواء بالسم ،او بالمساحيق السرطانية وحتى بتزريق أو وضع السموم او بالأسلحة الخفيفة أو بالطائرات من دون طيار او غير ذلك . في كثير من الأحيان يفشل المستوى السياسي في تحقيق مشاريعه وأهدافه ؛ فيستعين بالأساليب الاستخباراتية والأمنية لإعطاء دفعة قوية لتحقيق ذلك الهدف أو المشروع . عملية الاغتيال التي وقعت واقعتها على الهاشمي أو (الركابي ) ربما تصب في خدمة الأهداف التي عجز عن تحقيقها اهل السياسة حيث أعلن سابقا عن شعار ( حصر السلاح بيد الدولة ) ، وهو شعار عزف على اوتاره أكثر الحكومات السابقة ، ولما جاء السيد الكاظمي طرح هذا الشعار أيضا ،وكانت طريقته في تطبيق هذا الشعار انتقائية ومتحيزة . ان طريقة الاغتيال الأخيرة جاءت متقنة من حيث انتخاب الهدف ، ومتابعته ، والتوقيت ، والأسلحة المستخدمة في عملية الاغتيال ، لكني اعتقد ان المنفذين تعمدوا استخدام الطريقة البدائية التقليدية في قتل الضحية للتمويه ولإسقاط التهمة على جهات معينة . لقد استخدموا الدراجة النارية والأسلحة الخفيفة ، والاقتراب من الهدف ، ويمكن للجهات الأمنية ان تكشف عن الفاعلين وبسرعة فيما إذا كانت الجهات الفاعلة هي جهات سياسية محلية ، لكن استبعد ان يحصلوا على نتيجة اذا كان الفاعلون او المنفذون جهة خارجية لانهم لديهم خبرة وربما تركوا إشارات تضليلية لحرف مسار التحقيق . واعتقد أيضا أن هناك أكثر من فريق ، أو مجموعة شاركوا في تنفيذ العملية ، مثل مجموعة الاوامر والتخطيط ، ومجموعة للمتابعة والرصد ، ومجموعة التنفيذ أو الحربة و... يخطيء من يظن أن اغتيال ( هشام الهاشمي) هو لإسكات الأصوات والأقلام الحرة ، لأن النتيجة كانت صفر سكوت ، واتت بنتائج عكسية حيث تعالت نبرة الأصوات بشكل لافت . ان عملية الاغتيال جاءت لإيقاظ الفتنة النائمة وزيادة حجم الانقسام والتخندق داخل المجتمع ، وركب الموجة الإعلام الموجه والمغرض وصعد من خطابه التحريضي والاتهامي ضد الحشد الشعبي الذي يتم تصويره من قبل الجيوش الإعلامية الإلكترونية على أنه ميليشيات مسلحة !. اظن ان ماعجزت عنه السياسة وشعاراتها ، قد حققته عملية أمنية باغتيال هذا الشخص ، وعلى أثره تم تسخين المجتمع وزاد هذا الحادث من سرعة الحافلة التي يقودها السيد الكاظمي للوصول إلى أهدافه ، وقد حصل على الضوء الأخضر في الداخل والخارج لتطبيق منهجه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha