✍ د. محمد العبادي ||
بعيدا عن العواطف والولاءات اوالأحكام المسبقة ؛فإن العمل بالمسؤوليات الكبيرة ليس بالأمر الهين ، وخاصة في العراق المثقل بالمشاكل التي تنوء عن حملها الجبال
لقد تعاقبت ( ٥ )حكومات بعد سقوط النظام السابق، وكانت حكومة عبد المهدي اقصرها عمرا وأقل من عدة الشهور عند الله
ولكل حكومة مضت ماكسبت وعليها ما اكتسبت
حتى نقطع الشك باليقين ولكي نضع حدا لفورات العواطف في تقييم العمل الحكومي نريد أن نحتكم إلى المعايير التي تثبت لنا صحة عمل رئيس الوزراء وفريقه من عدمه ، وهي كالآتي:
اولا- المعيار الشخصي : ملاحظة مدى مدخلية المعيار الشخصي في توظيف الأشخاص للمسؤوليات عند رئيس الوزراء الجديد ، وكم هو عدد الأفراد من اصدقائه وذويه ممن تم تعيينهم للمسؤوليات الحكومية
ثانيا- معيار التوازن : هل ان الذين تم انتدابهم للعمل مع رئيس الوزراء هم غاية في التوازن وتعبير عن التنوع ونسبه الحقيقية ؛ بحيث يمثلون توازن فني وتوازن سياسي وتوازن مناطقي وتوازن قومي وطائفي
ثالثا-معيار الوطنية والاستقلال : ملاحظة المنهج الحكومي في طريقة العمل هل هي مستقلة أو محايدة ، أو منخرطة في محور إقليمي أو دولي على حساب محور آخر
رابعا - معيار إبداء الابتكارات والبرامج والمهام : الحكومة التي تقدم البرامج والمشاريع المدروسة هي الحكومة الناجحة ؛ واظن ان كل الحكومات الناجحة تضع أولويات وترسم خطط لكل عنوان من عناوين جدول الأولويات ، وحاليا كل الناس تعرف ان اول الأولويات موضوع ( كورونا ) ، وثانيها : الاقتصاد الأحادي الجانب والموارد المالية ثم تأتي الملفات الأخرى
خامسا- معيار التسالم والتضامن: ملاحظة مدى رغبة الحكومة في الحفاظ على السلم الأهلي والتصالح الاجتماعي ، وهل ان هذه الحكومية عدائية أم متصالحة وتبحث عن الوفاق والتضامن الاجتماعي
سادسا- معيار الكفاءة والنزاهة : بمعنى ان الكفاءة والالتزام بالمسؤولية تؤخذ من خلال خبرته السابقة ، وتخصصه العلمي، وتدرجه الوظيفي ونجاحه ونزاهته في ذلك
ليس صحيحا ان يقدم معيار حضور الشخص في التظاهرات ، وعلو صوته فيها على حساب المعايير العلمية والوظيفية المتعارفة!
وتحسن الاشارة الى ان بعض الأشخاص الذين تم أصطفائهم للمسؤولية قاموا بصناعة الاثارة والجدل ، وفشلوا في مسؤولياتهم السابقة ، ولا يصح تدوير الفاشل إلى مسؤولية أخرى حساسة ومهمة
سابعا-المعيار الدعائي والتبريري : الحكومات التي تعمل كثيرا تحاول ان تصنع الهدوء الذي يساعد على تهيئة أجواء الأمل والعمل ، اما الحكومات التي لاتعمل فتلجأ إلى كثرة التصريحات الاعلامية والتشكي والتبرير ، وإلقاء المسؤولية في رقبة الآخرين
ثامنا- معيار ظهور المشاكل وعلاجها أو افولها: اظن لا توجد حكومة في العالم لم تواجه مشكلة أثناء عملها ان إيجاد حل للمشكلة هو دليلي عملي على النجاح ، لكن ظهور المشكلة أو المشكلات وتناسلها دليل على فشل الحكومة ، وقد برزت المشاكل وتضخمت في اكثر من مفردة خدمية أو اجتماعية أو سياسية خلال تصدي كثير من الناس للمسؤولية
بتصوري ان الحكومة التي تقدم الحل الأمثل أو ترفع المشكلات هي الحكومة التي تحظى بالثقة عند الناس و
وهناك معايير أخرى ، لكن اظن ان هذه الضوابط تعتبر كمنصة أولية لإبداء الأحكام حول نجاح أو فشل حكومة الكاظمي أو غيره
https://telegram.me/buratha