لقد ترك الشهداء أكثر من معنى ورسالة إلى الناس ، وإليكم لسان حال بعض تلك الرسائل التي كتبوها على هامة التاريخ ويأملون منا قرائتها : يا قوم لقد ذهبنا الى ميادين الجهاد والقتال ، ولم يكن لنا هموم أخرى غير الدفاع عن الحق ،واستعادة أرضنا وسعادة بلدنا . لقد تنقلنا في اكثر من مكان ، وصدحنا بكلمة الحق ،ودافعنا باخلاص عن وطننا وديننا ، ولما اقترب الوعد الحق وحانت منايانا ؛انطلقنا الى جبهات القتال ، ولم نلتفت إلى اهلنا ومايصيبهم في ساعة العسرة من الألم بعدنا . لقد ذهبنا وكانت عيوننا عندما تلتقي بعيون اهلنا وأبنائنا وذوينا فيها دموع غزيرة ، وكان الكلام يتحير بين حناجرنا ،وتتهدج اصواتنا وتخنقنا العبرة ، لأننا نشعر بأن الساعة قد ازفت ،وأنه الوداع الاخير. لقد تركنا اعز ما نملك من المال والأولاد بل قدمنا أنفسنا قرابين في سبيل بلدنا ، فهل تستطيعون أنتم ان تتركوا مصالحكم واموالكم وجاهكم من أجل بلدكم ؟! لقد رحلنا عن اهلنا وكلنا شوق إليهم ، وكان لنا صولات في سوح الوغى ، وعندما حان منا الحمام ؛ اختلفت صورة الموت فقد شعر بعضنا بحرارة النار وهي تخترق جسده ثم ودع الدنيا ، وبعضنا ادركه الموت بشواظ من نار ونحاس وفي لحظته الأخيرة تذكر فلذات قلبه ثم سكن السكون الابدي ، وبعضنا لازمه ألم الجراح لأيام ثم كتم قبضات الالم في صدره وعانق الشهادة ورحل ، وبعضنا في لحظات البطولة ونسيان النفس قد تلقى صدره رشقات الرصاص ورشفات الموت وجها لوجه ، ولكل شهيد منا قصة كبيرة .. ياقوم لقد خرجنا من بيوتنا مسرعين ( كخفق الطير أجنحة )، ثم عدنا بصمت ترفعنا الاكف بعد ان رفعنا الله مكانا عليا . ياقوم نحن شاهدنا اهلنا ونسائنا واولادنا وهم يبكون بحرقة من اعماق قلوبهم؛ فأوفوا لنا الكيل وتصدقوا علينا وعلى أسرنا بالوفاء لبلدكم دون البلاد البعيدة . لقد كتبنا وصايانا وهي كثيرة ونختصرها لكم بثلاث كلمات : لاتوادوا عدو الله وعدوكم ، واعتصموا بحبل الله جميعا ، ولاتفسدوا في الأرض.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha