المقالات

خبر وتحليل  

1174 2020-06-21

  قاسم الغراوي / محلل سياسي ||

                      

الخبر :

صرح وزير المالية، علي علاوي،  في مقابلة متلفزة، أن "من المفترض أن يكون هناك حساب موحد لكل أموال الدولة، ولكن هناك جيوبا موجودة خارج السيطرة فيها مليارات"، مؤكدا وجود "حسابات بالتريليونات لبعض الوزارات.

التحليل:

كثيرا ماترددت عبارة (نحن نمر بأزمة مالية) على لسان الحكومة ومستشاريها وهذا التصريح عن هذه بالأزمة مرتبط بانخفاض اسعار النفط بسبب جائحة كورونا.

نعتقد كمراقبين للشان السياسي ليس لدينا أزمة مالية، بل لدينا أزمة ارادة وازمة مؤسسات تعمل بمهنية، وازمة وجود حكومة قوية، فهناك احزاب وجماعات مسلحة هي اقوى من الحكومة واجهزتها .

والمتابع للشان العراقي بإمكانه ان يؤكد وجود مصادر لتمويل الموازنة غير النفط، لكن ضغوطات سياسية تمنع وصولها للدولة العراقية، ابرزها (المنافذ الحدودية، مزاد العملة، الاحصائيات الكمركية، الفضائيين، متعددي الرواتب، عقارات الدولة، الجباية والضرائب، شركات الاتصالات التي تبلغ ديونها 5‪00 مليون)، وغيرها الكثير.

إن تأكيد السيد وزير المالية عن وجود جيوب في الدولة، خارجة عن السيطرة تنفق المليارات سنويا دليل واقعي وليس سرا ومعروفا فقد تابعنا عجز الحكومات المتعاقبة التي لم تستطيع أن تقدم ملفا واحدا عن حيتان الفساد مع وجود هيئة النزاهه ومكاتب المفتشين العموميين واللجنه العليا لمكافحة الفساد في حكومة عبد المهدي رغم تصريح نواب وشخصيات سياسية بالأدلة والوثائق عن هذا الفساد.

أن أهم ملفات الفساد في الدول العراقية، تتمثل بالمنافذ الحدودية، والنفط، وبيع العملة، والجباية، والمكاتب الاقتصادية، والفضائيين والمشاريع الوهمية ، وكل تلك الملفات معروفة ، ومن يتجرا لاعطائنا رقما محددا من المسؤولين عن حجم الاموال المنهوبة بسبب الفاسدين.

لو كانت الحكومة قد نفذت مبدأ( من اين لك هذا) ب 100 شخصية فاسدة وحققت عن مصادر اموالهم لكان الشعب قد قبل بالاستقطاعات للرواتب

ان وجود  جهات تنهب خزينة العراق، هم اشخاص ومليشيات ومافيات أغلبهم  واجهات للاحزاب وهذا ما يفسر عدم القدرة على التصدي لها من قبل الحكومات السابقة والحالي باعتبارها خطآ احمر. .

بلغت مجموع مديونية العراق 115 مليار دولار 72 مليار خارجي 41 بسبب النظام السابق وأخرى ديون خارجية والداخلي 43 مليار دولار، مع هذا فان الحكومة الحالية مضطرة لتقديم قانون الاقتراض،  بسبب النفقات والتي تتعلق برواتب الموظفين والمتقاعدين وغيرها من الأطراف المستحقة.

  ان حكومة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، سلمت حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي وفي الخزينة 17 ترليون دينار بينما الاخيرة سلمت حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي وفيها اقل من 300 مليون دينار، وان حجم الناتج الإجمالي في سنة 2019 بلغ 235 مليار دينار وهذا مؤشر على كفاءة الاقتصاد العراقي ولم تستغل من قبل حكومة عبد المهدي وحدث تبذير وسياسات اقتصادية خاطئة. أين اختفت هذه الاموال؟

ومع وجود مصادر لتمويل الموازنة غير النفط، مثل فتح المعامل والمصانع وصناعة تكرير النفط والزراعة وكذلك يمكن توفير إيرادات من الضريبة عبر تنفيذ قانون الضريبة، المصارف التجارية ومحال الصيرفة والفنادق الكبرى وشركات مهمة، لم تتحاسب ضريباً محاباة، لان السياسة تداخلت مع المال والاعمال وسيطرة الاحزاب على رؤوس الاموال فهناك  ضغوطات سياسية تمنع وتقيد الحكومة للقيام بكل اجراء يمس مصالحها واستثماراتها وانشطتها التجارية.

اعتقد ان الحكومة الحالية ستنجح وتتجاوز الازمة المالية اذا  :

ارتفعت أسعار النفط اولا وثانيآ اذا عملت الحكومة مع الشركات النفطية لإعادة التفاوض على كلف الإنتاج او تأجيل دفعها.

  ان المشكلة في العراق مشخصة من فترة ليست قليلة، ولكننا نحتاج الى من يتبنى الحلول في مواجهة الفساد بقوة وحزم وايقاف هدر الأموال العراقية التي تذهب في جيوب حيتان الفساد والأحزاب المتنفذة ولن يحصل هذا إلا بضرب بيد من حديد ولن يحصل هذا ، لان تداعيات الوضع الراهن  هو بسبب الكتل السياسية و نفوذها وفسادها الذي ازكم انوفنا.

ـــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك