✍ د.محمد العبادي ||
بداية ارفض الحديث عن تصنيف العراقي على اساس طائفي او قومي ، واعتقد اننا مهما اختلفنا سنبقى ننتمي الى خيمة الوطن الجامع للهويات الفرعية ...
بيت القصيد هو عن صاحب المشروع الذي يقف خلف ستار رقيق ، وعن ادواته التي باتت جزء من المشروع الكبير في ادارة الأزمات والصراعات .
المشروع الحاضر للمخطط التقسيمي يتركز على تقسيم المنطقة وتعزيز الانقسامات داخل مجتمعاتها والوصول بها إلى كيانات عديمة وفاشلة ، بإمكاننا ملاحظة ما يجري في اليمن وسوريا وفي أفغانستان والعراق وليبيا والسودان ..
ان هذه الدول هي المجال الحيوي للمصالح الأمريكية ولا يمكن الاستيلاء على منافع هذا المجال مع وجود دول مستقرة وذات سيادة ، وعليه لجأوا إلى رسم حدود الدم والصراع .
كثير من البلادان الاسلامية وخاصة بلدان الشرق الأوسط اما محاصرة أو تجري فيها الصراعات والحروب واستثنيت الدول التي تدور في فلك المصالح الأمريكية ...
في العراق عملت أمريكا بجد في وضع العراق على سكة إثارة النزاعات والحروب الطائفية والقومية وغادر القطار المحطة نحو التقسيم .
لقد عمل الامريكان عبر ادواتهم السياسية وعبر ما يسمى مؤسسات المجتمع وخاصة الاعلامية المدعومة أمريكيا واقليميا وتناولوا كل ماله علاقة بالطائفية أو القومية فنبشوه ثم نفضوا غباره في وجه الجميع ليبدأ الجميع يلوم الجميع ، وبعدها تصاعد اللوم والعتب إلى تبادل الاتهامات والتهريج ، وترشح ما في أروقة السياسة إلى الإدارات والى المجتمع .
اللاعب الاصلي ( الأمريكي ) هو الذي يدير خيوط اللعبة ويشرف عليها من عل .!!!
في ساحة الشيعة هناك تركيز خاص يستهدفهم ، حيث استخدم الأعداء أكثر من ورقة ؛ فقد نفخوا الروح في التيارات الدعية والانحرافية لحين من الدهر ولازالت تلك الحركات المشبوهة إلى اليوم تتحرك بسفه وعبثية في أكثر من موقع ، ثم تحركوا نحو القوى السياسية فعملوا على تقوية الضعيف ، وتضعيف القوي حتى تقدم المتأخر ، وتاخر المتقدم ، وقتلوا كل من سما فوق الشبهات و..و..الخ.
لقد استخدموا أساليب كثيرة ودخل كثير من الناس بوعي أو من دون وعي في لعبة إدارة الخلافات والأزمات.
المشروع الأمريكي يجري تطبيقه في العراق بنجاح ، ويستهدف الشيعة على وجه الخصوص ، وقد نجحوا في قتل الثقة بين الشيعة انفسهم كقاعدة جماهيرية عريضة ، وأصبحت تلك القاعدة يائسة ومتذمرة من كل شيء ولاتثق بكل من يتقدم للمسؤولية ؛ بل ربما قبلوا بالجلاد الذي سامهم العذاب بان يتقدم للمسؤولية نكاية بالسياسيين ، وايضا نجح أصحاب المشروع الكبير في زرع الألغام والفواصل بين قادة الأحزاب والكتل السياسية . وأصبحت كل جهة لا تثق بالأخرى، بل تتهمها وتتنافسان المعايرة جهارا نهارا ، وتتحرك كل جهة بشكل منفرد ، وربما بغضا للآخرين.
في هذه المرحلة يستخدم الأعداء أساليب الصدمات المتتالية ، وقد أطلقوا أكثر من قنبلة محرمة وأصابت شظاياها صدور الشيعة من مقاتلي الحشد والمتقاعدين والموظفين والمضحين .
أنهم يسجلون الأهداف تلو الأهداف في مرمى الشيعة ، وسيحصد الشيعة وقواهم السياسية النتيجة النهائية في موسم الانتخابات القادمة ، وستكون صحيفة أعمالهم يوم الحساب الانتخابي صفر موقف ، صفر صمود، و صفر خدمة وبالتالي صفر تأييد .!!!
وحاليا يجري الاعداد لمشروع الأحزاب البديلة عن القوى السياسية الحالية وستخرج في المستقبل القريب جدا أحزاب جديدة بأسم ( تشرين - التحرير - والإنقاذ- الحرية والتحرر و..و.الخ ) .
هذا لا يعني أن كل حزب يخرج على أنقاض الأحزاب الحالية يقع في دائرة المشروع الأمريكي، بل اعتقد بوجود كثير من المخلصين الذين يتصدون للمسؤولية ولديهم رؤية ناضجة للماضي والحال والمستقبل .
الحل هو في مقاومة صاحب المشروع الاصل ، وأدواته التخريبية بكل الوسائل والسبل ولا لتسقيط الحقوق بالتقسيط ، ولا لتحميل الشيعة تبعات كل ما يجري في داخل العراق .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha