المقالات

الى عشائر تكريت..منصة سبايركر الدية أو الثأر..!  

1878 2020-06-15

قاسم آل ماضي ||

 

كنت في عمر التسع سنوات ،حين اصطحبتني والدتي الى دار جدي، بعد مرور اربعين يوم على استلام جثة عمي، الذي اعدمه الطاغية هدام ،بتهمة انه كان متدين، ويصلي في الجامع ويذهب للنجقـ وأنه قد التقى بالسيد الشهيد محمد باقر الصدر مرة او مرتين؛ وهذه التهم كافية لاعدامه؛ واعتقال والدي  وعمي الاصغر، لكن بفضل الله ومنه بعد شهرين وبأعجوبة؛ افرج عن والدي وعمي ..

بعد شهر اتى ضابط الامن مع المختار، واخذوا من والدي ثمن الرصاص الذي قتلوا به عمي،

وسلموا جثة عمي المعدوم، بعد امضاء من والدي لى تعهد بعدم اقامة العزاء وممنوع البكاء.

في يوم الاربعين وكماهي العادة، يذهب اهل المتوفي لزيارة قبره..ولكن جاءت المفاجئة ان جلاوزة الامن؛ ارسلوا الى والدي ورقة؛ عليه أن يتعهد فيها؛ بعدم الذهاب الى قبر عمي المغدور المقتول (الشهيد)، وتجمعت العائلة في بيت جدي الكبير، في جو من الحزن والالم والبكاء المكتوم خوفا من وكلاء الامن ..

اخذت والدتي بيدي؛ وصعدنا الى الطابق العلوي حيث غرفة عمي، وكان جدتي تبكي بكل حرقة، واخذ البكاء من والدتي مأخذه  بجدتي، ولكن اكثر ما تردد في ذاكرتي، كلمات جدتي التي تقول:

( يمه عبد الرضا الحيطان حزنانه؛ والغرفة تبجي.. وين الي ذبحوك؟.. الهم عشيره وناخذ بثارك.. الهم ديره و نروح نذبحهم.. حتى ترتاح في قبرك)

 هذا الكلام اثار في تساؤل: كيف تحزن الجدران، وهل يرتاح المقتول في قبره، حين يؤخذ بثاره؟!

تذكرت هذه القصة؛ حين زرت منصة القصور الرئاسية في تكري،ت حيث فاجعة سبايكر والغريب ان الدماء مازالت عالقة في المنصة، رغم غسلها لمرات ومرات عدة، وكان  الدماء تابى ان تنسلخ او يمحى اثرها، وكانها  تطالب بثار لم  يؤخذ.

هنا على هذه المنصة المشؤومة؛ دماء حسين وجاسم وحياوي وناصر وباقر وعباس وعبد الرضا و و و و و  حتى الفان او يزيد، غدرهم الاعراب الأجلاف الذين اعطوهم الامان، وقالوا لهم (ناخذكم لاهلكم مالكم شغلة بدوله انتو هم ولدنا)..فيا  للخسة و ويا للغدر، لكنهم أرث إستورثوه من أسلافهم..آل ابي سفيان...

لو انهم قاتلوهم  لقاتلوهم  والموت علينا حق ؛ولو انهم قتلوا في قتال دون غدر، لما كان لنا كلام، ولازالت تلك الدماء التي على المنصة...

لو انهم قالو لهم انتم روافض، انتم ( شروكية)، وعادتنا هي قتلكم وسفك دمائكم فاستعدوا للقتال.. ولكن يد الغدر انجس يد مدت  بنوايا قذرة وخسيسة من بعض عشائر تكريت البو ناصر و،و،وغيرهم ..

لقد كانوا يتفاخرون انهم اخذوا بثار سيدهم هدام، رفيق الجرذان في الحفر

 قتلوا سجاد وباقر وحمودي وباسل ومصطفى، على مراى ومسمع مجتمع كامل من العشائر واهالي تكريت، ولم يرى عربي اخذته الغيرة؛ على ابناء وطنه (يا اهل الوطنية)، ولم نرى عشيرة اصيلة، تقتل من دخل في امانها..فعن  اي عشائر واي عروبة؟! واي واي؟!

 حتى هذا اليوم لم يبدوا ندمهم، ولم يعتذروا لاهالي الضحايا، ولم يعتذروا من الاب والام وزوجة تنتظر والاخ ثكل باخيه..

اليست اعرافنا العشائرية تلزمنا؛ ان يقدم القاتل لاهل المقتول بتقديم الدية، او ان يقتل القاتل؟!

لم يقدم التكارتة لعشائرنا اي عذر او اي اعتذار، ولم  يبدو عليهم انهم نادمين على ما ارتكبوا ولا اسفين على مافعلوا، وان كانوا ذل

لاتفرحو كثيرا؛ فعشائرنا وررجلنا ونسائنا، بل حتئ اطفلنا يعرفونكم جيدا كلا بسماهم، البيجات والبوناصر والبوهجيل والبو غادر والبو نذل والبو غيرة ماكو,و وووو )..ولن ننسى مافعلتموه بفلذات اكبادنا، وإن لم تفعلوا ما يمليه عليكم العرف والإنتماء الوطني والسنن العشائرية،فإن الثأر قادم لا محالة،وعندها سيرتاح الشهداء في قبورهم التي ما يزال كثير منها مجهولا وسيزال الدم المتجمد على المنصة..

الزمن كفيل بوضع النهايات المنصفة..!

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك