المقالات

الحلقة العشرون/ زغاريد الموت  


محمّد صادق الهاشميّ ||

 

 ليس غريباً من حثالاتٍ حزب البعث التي ساقها القدرُ، {عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} الموت والإعدام وزج الأبرياء في السجون، وليس غريبا ان تقام حفلات الموت على امتداد العراق وعلى مساحة الزمن الأسود الذي حكموا فيه العراق ، لكنّ الغريب أنْ يطلق البعثيون الرّصاص على شابٍّ مّا ويطلبون من أمّه - أنْ تنسى مهداً هزّته ، وحليباً أرضعته، وسهراً لليالٍ عجاف ، وتحطّم كلّ آمالها ، و هي تحت جنون الخوف ، ورعب المشهد وذهول القلب- ويطلب منها أنْ تزغرد حين يطلق الرّصاص في إعدام ولدها أمامها ، وهي تشاهد الرّصاص يخترق آمالها ويناثر جسد ابنها ، ويطفئ شموعها... ويخترق أحلامها ويحرق كلّ سنوات عمرها، ويناثر حليب صدرها ويشعل النار بمهدها الذي هزته بسهر الليالي لقادم الايام .

يُؤمرُ أبُ الضّحية أنْ يدفع ثمن الرّصاصات البعثية التي اخترقت قلب ولده  الذي أعدّه للوطن ، وللقادم من عمره يوم يبلغ ولده معه السّعي. نعم هكذا كنّا ، مطلوبٌ من الأبوين أنْ يحتفلا وهم يشاهدان البعثيين يدوسون على جسد ابنهم يمزقون بأحذيتهم جسده ، ويستلّون بذلك قلبه، بعنف والأم تواصل الدموع لتزغرد لان الجلاد طلب منها ذلك تحت عنوان غسل العار .

نعم إنّه احتفال على طريقة حزب البعث ، إحتفال لم يشهدْ له تاريخُ الإجرام مثيلاً.

 «أمّ باسم» أعدموا ولدَها باحتفالٍ بعثيٍّ من هذا القبيلِ وطُلب منها أنْ تزغردَ ، فزغردت ، ثمّ صرخت، وبكت ... ثمّ أغمى عليها...

وفي مراسم الزّفاف الأحمر نزفتِ القصائدُ تنتشي من مواويل الآهات المزروعة هنا وهناك،  في مساحات العهر البعثيّ، والماجدات يرقصنَ طرباً على أشلاء الشّرفاء((صدام وحياتك سالمة الكاع )) واخرين من رجال البعث تتعالى اناشيدهم تنكيلا   (( ماهو منه المايشد حزامه وي شدت حزمنه)) ، وإبليس  منتشيا يعاقر الكأس  بفضل حثالاته  .

أوصيكم يا أبناء علىّ (عَلَيهِ السّلامُ) بالثّبات لكي لا يعودَ إلينا الذّئبُ بلباسِ النّاسكين.

20/شهر رمضان المبارك 1441

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك