المقالات

خطابات الوحدة هي اعلان عن وجود تفرقة  


سامي جواد كاظم

 

يعيش المسلمون في اصعب ظرف طائفي على مستوى الاسلام ويعيش العراقيون اصعب ظرف للتفرقة على مستوى الشعب العراقي، يتحمل المسؤولية حسب حجم المسؤولية والتاثير في المجتمع وهم ثلاثة اطراف ، الطبقة السياسية ، الدخلاء على الخطاب الديني ( مسلم مسيحي يهودي، الاعلام غير المنضبط والموجه .

عندما يصرح السياسي انه يعمل على وحدة العراق فانه يعلن غن تفرقة العراق ، وعندما يتحدث الاعلام عن ضرورة التعايش السلمي فانه يعلن بان هنالك تباعد وتفرقة ، وعندما يثير المتصدي للخطاب الاسلامي المسائل الخلافية فانه يحرك الحس المضاد له ، والراي الذي يتخذه الجمهور هو راي جمعي اي لا يقولون هذا الشخص او هذا السياسي هو من اخطا بل يحكمون على طائفته او ديانته هي من تتبنى هذا الخطاب وبالتالي تستعر نار التفرقة والكراهية.

الكل يعلم ان هنالك اجندة خارجية تتربص بنا وتتغنى على هكذا خطابات تؤجج تفرقة ابناء الوطن الواحد حتى يسهل عليهم التهام العراق وتسقيط ثقافة العراق ، لم اسمع ولم اطلع خلال اربعين سنة مضت عن تبادل التهنئة بين المسلمين والمسيحيين او الصابئة او اعياد لا اعلم بها اطلاقا بالامس يعيشون بسلام الجميع من غير حاجة الى النفاق ، فالتهنئة اليوم تؤكد ان هنالك فجوات وبحجة معالجتها يتبادلون التهاني ليس على مستوى العراق فقط بل مع طوائف وملل غير عراقية ، هذه التهاني هي اعتراف بوجود كراهية وفي تهنئيتهم هذه اكدوا على ضعف خطابهم ومنهجيتهم في معالجة هذه النعرة الخبيثة بين ابناء الانسان .

الاعلام المفرط وعدم وجود اي قيود او محاسبة لمن يكذب او يتهكم او يسلط الضوء على السلبي والنتيجة هي تشتيت ثقافة المتلقي فكيف عندما يكون المتلقي عراقي عاش الحرمان ولم يطلع الا على قناة 9 وقناة 7 وجريدة الثورة والجمهورية ومجلة الف باء وفجاة يطلع على 5000 قناة فضائية بما فيها اللااخلاقية والطائفية ( قنوات شيعية وسنية ) وطرف ثالث قنوات باسم المسيح تتهجم على المسلمين ولا يوجد قناة باسم الصهاينة تتهجم علنا على خطاب الاسلام لانها سخرت اقزام من المسلمين ليقوموا بالمهمة .

مشكلتنا الاخرى الذين يدرسون سنة او سنتين في المدارس الشيعية فيظهر للعلن بانه مفكر وله طروحات عقائدية وما شابه ذلك وبسهولة يخدع الناس اولا بزيه الديني وبطرحه اربع او خمس مصطلحات فقهية تعلمها خلال السنتين فمن يستمع له فانه ينخدع به ويعتقده شاهد من اهله اطلع على ما لا يتفق وطبيعة العصر .

اصحاب الخطاب المعتدل بما يحملون من فكر معتدل وسليم مشكلتهم الاسلوب في طرح الاعتدال هذا اولا وثانيا لا يؤمنون بالطرق الملتوية التي هي من اهم اساليب الطرف الاخر لذا تجد الكثرة في وسائل الاعلام الهابطة والموجهة والكاذبة بحيث ان صوت الحق لا يكاد يسمعه الا من يبحث عن الحق وهم قلة .

الجانب الاقتصادي ساهم مساهمة فعالة في التفرقة عندما يكون اغلب الشعب العراقي من الطبقة الفقيرة ومن ثم المتوسطة والقلة من الغنية الذين اغلبهم جمعوها عن حرام هذا الفقر الذي لا علاج له جعل الفقير يرفض الدين والنظام والخطاب السليم بحكم ما يعيشه من حالة نفسية مؤلمة وهو عاجز عن توفير قوته وقوت عياله ، هو يتحمل جزء من المسؤولية لكن الاغلب تتحمله الحكومة ومن بعدها الدخلاء على الخطاب الاسلامي .

الصراحة فيها الراحة وليست وقاحة ان المواضيع التي تطرح من خلال المنبر الحسيني اغلبها لا تتماشى وثقافة العصر ليست فيها اشكال الا انها لا تؤدي المطلوب عند البطون الجائعة ، ومما يزيد من الطين بلة عندما يطلعون على رجل يخطب بالزهد واذا هو يعيش الترف .

الطريق وعر وصعب ولكن الامل موجود لابد من ثقافة الرجوع الى الاصل اي الى الفكرة اي الى العقيدة وليس الى من يحملها فلربما هنالك خطا في النقل فعندما لا تقتنع لا تحكم الا بعد الاطلاع على كل حيثيات ما اشكل عليك ، القنوات الفضائية الاسلامية اغلبها عبء على الخطاب الاسلامي 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك