المقالات

مؤشّرات  الترشيح


 

◾️ محمّد صادق الهاشمي

 

في المقدمة مازلت أرى مستقبل التشيع بكل خير بيد انه في ظلّ الانتقال الذي يمارسه  القوم بين خيارات متناسقة، وهو اختيار مكلفٍ بعيد عن الأحزاب الحاكمة من نعيم السهيل، إلى الزرفي، فالكاظمي  ترد عدّة ملاحطات :

الأولى: الأحزاب الحاكمة ـ  وبعد اليوم لا أستعمل اصطلاح «الأحزاب الاسلامية»،  فالأصحّ أنْ أقول: «الأحزاب الحاكمة» ـ   مدعوةٌ أنْ تصارح الأمّة في سبب الاختيار، وما هي المعايير المعتمدة، والظروف المستجدّة التي أملت عليكم بالقبول بغيرها؛ فأنّ مقولة: إنّ أحدهم يمثّل الإجماع الشيعيّ، والآخر يمثّل خياراً خارجاً عن إرادة الشيعة، لم يعدّ كافياً ووافياً بالجواب على العشرات من الأسئلة، لنا، وللشهداء، والسجناء، والمضحّين، والأجيال القادمة .

الثانية: المشروع الإسلاميّ لا يسألكم عليه أحدٌ بعد اليوم؛  فلقد كنت ترفعونه شعاراً، وتخلّيتم عنه بمجرّد أنْ شممتم رائحة السلطة، وقلتم لتاريخكم  : هذا فراق بيننا وبينكم؛ ولكنّكم الآن مدّعوون إلى مغادرة هذه التسويفات، وتقفون مع أنفسكم في مراجعات مهمّة لتتعرفوا على نقاط الضعف فيكم، ومقدار حجمكم  أمام التاريخ، وأمام أمّتكم، وعليكم أن تتعرّفوا على رصيدكم في شعبكم، وسيبقى هذا الشعب يطالبكم بعهود قطعتموها على أنفسكم فالجماهيرُ قد أعادت حساباتها فيكم يوماً بعد يوم، واليوم بعد أنْ أعلنتم إفلاسكم عليكم ان تعودون لأمّتكم بالزهد والجدّ والاخلاص والعفّة.

ثالثاً: أنتم تتحملون مسولية مؤلمة ، و هي أنكم أسقطتم «تجربة الإسلام السياسيّ» وبرهنتم بسلوككم وبعملكم  أنّ تلك الشعارات لا واقع لها لديكم ، وفي الحقيقة أنّ واقعها لا تمثّلونه أنتم ، فسيلقاكم كلّ الشهداء والأبرار، وكلّ الذين صعدوا من أجل الإسلام على مشانق التحدّي بين يدي عزيز مقتدر.

رابعاً:  كلّ من حاصص وتاجر وتنعّم على حسابناـ  نحن الشعبـ   عليه أن يُدرك أنّ الأمّة لا تقبله بعد اليوم، بأيّ عنوان يدّعيه منكم سواء ادعى الاسلام أم المنهج الوطني أو العلمانيّ ، وأنّ ما حصل ويحصل في القادم ستتحمّل كلّ الأحزاب التي حكمت مسؤوليته، فالشعب الذي خرج رافضاً لكم، قد أقام الحجّة عليكم بمطالبه بتطوير الصناعة والزراعة والتعليم والسكن والرفاه والخدمات، ومرجعيتكم قد صدحت بذلك بكلّ وضوح، فلا مجال بعد اليوم لأحد من الأحزاب أنْ يدّعي أنه  خارج دائرة الحساب والعقاب الشعبيّ، لقد أكلتم قلب الدولة واستثماراتها بلجانكم الاقتصادية،  وامتيازاتكم وعاد العراق بلداً تهتزّ أركانه جوعا واصطرابا، ولم ينقذه أحدٌ، وكأنّ هناك إقراراً منكم بفشلكم،  وأنْتم  تسلّموا العراق إلى غيركم عن يد وأنتم صاغرون .لقد حان الوقت أنْ تلتفتوا إلى أنّكم قد ذهبتم إلى حافات الخطر .

خامساً: ستجلسون مع الكاظميّ لتقاسموه المناصب والثروات، ويجهد الرجل نفسه لاسترضائكم لتعود دورة الفشل من جديد، إلّا أنّ ثورةً قادمةً لا تُبقِي ولا تذر إنْ لازمت الاطماع مسيرة أحزابكم، وبقيت أسماعكم صمّاء عن صوت الفقراء ونداء الضمير وواعز التاريخ وخشية المستقبل، وأنّ الله بنا وبكم بصير ومحيط  .

حسنا فعلتم إنْ انقلبتم على أنفسكم، بعد انقلابكم على أعقابكم وعهودكم بتسليم زمام أمر الأمّة لغيركم.

يا ابن بنت الرسول..........ضيعتِ العهدَ رجالٌ والحافظون قليل.

ما أطاعوا النبي فيك..... وقد مالت أرواحهم إليك الذحول.

وأحالوا على المقادير...... في حربك لو أنّ عذرهم مقبول.

واستقالوا من بعد ما أجلبوا.... فيها أألآن أيها المستقيل؟!

 : 9 / 4 / 2020 م

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك