ضياء المحسن
بنظرة بسيطة للأرقام التي تنشرها منظمة الصحة العالمية، نجد أن الوضع الصحي في العراق أفضل من بقية الدول، حتى القريبة منها للعراق، مقارنة بتعداد السكان فيما بينها، فإذا أخذنا عينة للمقارنة سنجد أن وضعنا أفضل بكثير، فمثلا دولة قطر تعداد سكانها 2760000 مواطن، لغاية يوم امس كان عدد المصابين فيها 630 إصابة بما يمثل 0.025% من مجموع عدد السكان، في حين أن الكويت القريبة من العراق وتعداد سكانها 4588000 نسمة، فإن عدد الإصابات فيها هو 255 إصابة ويمثل 0.005% من عدد السكان، أما العراق والذي تعداد سكانه 38124000، فإن عدد الإصابات المؤكدة فيه 630 إصابة، ويمثل هذا الرقم نسبة 0.0016، وهو أقل من عدد الإصابات في دولة قطر بمقدار 0.09%، بما يعني أن الإجراءات المتخذة من قبل خلية الأزمة جيدة.
هذا الأمر لم يكن ليأتي أُكله لولا توجيهات المرجعية الدينية الرشيدة والتي حرصت منذ البداية على تنبيه المواطنين الى خطورة ذلك الأمر، بحيث أنها قامت بإيقاف صلاة الجمع في بداية الأمر، بعدها قامت بإيقاف صلاة الجماعة، بعد ذلك أمرت بإيقاف الزيارات لمراقد الأئمة الأطهار خاصة مع زيارة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وزيارة المبعث النبوي الشريف.
ولم تكتف بذلك بل إنها ساهمت بتعفير المناطق السكنية والأسواق، وزجت بالمتطوعين لمتابعة الحالة الصحية للمواطنين، بالإضافة الى توزيع المساعدات الغذائية للأفراد الذي تقطعت بهم السُبل بسبب، الحظر المفروض على المناطق، بالإضافة الى ذلك قامت بتسخير كافة إمكاناتها ومواردها الطبية والفنية في خدمة المواطن.
من جهة أخرى وجدنا أن الحشد الشعبي الرديف الثاني للقوات الأمنية، أصبح رديفا للأجهزة الصحية، وبذلك أخذ السبق في حالتي الحرب ضد داعش والحرب ضد الوباء، فانتشر المقاتلون في محافظات العراق لمكافحة الوباء ومساعدة المواطنين ومد يد العون لهم، ومن جانب أخر نجد أن الحشد الشعبي أخذ يدخل المناطق السكنية للمساهمة في مكافحة الوباء من خلال تعفير المناطق السكنية، الأمر الذي وَلد إرتياح نفسي لدى المواطنين.
ومع ذلك ما نحتاجه في هذا الوقت هو زيادة الوعي لدى المواطن لإجتياز الأزمة بسلام، وهذا لا يكون إلا من خلال الإلتزام بتعليمات خلية الأزمة والبقاء في المنازل للفترة التي تراها مناسبة.
حفظ الباري عز وجل العراق وأهله من كل سوء إنه سميع مجيب.
https://telegram.me/buratha