قاسم آل ماضي
اما بعد:
(أيها الناس أنا خطيبكم اليوم من فوق منابر الدنيا.. فاستمعوا إليَّ بأذن واعيةلعلكم تفقهون رسائل ربكم،
أيها الناس أنا جندي صغير من جند الله، أرسلني الله اليكم نذيرا،فأنتم لا تروني بعيونكم لصغري.ولكن سلطني الله على الناس.. فهذه الدول العظمى مستنفرة لقتالي..فقادة الدول أضعها في الحجر الصحي،والناس قد سجنتها في بيوتها،وأعمال الناس متوقفة،
والقلوب قد ملأها الرعب مني.
حتى مساجدكم علقت فيها الجمعة والجماعة والعباده..
وهأنذا بينكم نذيرا مرسلا من قبل ربكم للناس جميعا .
أما الكافرون فلأريهم ضعفهم وعجزهم في أوج قوتهم ..حجة من الله قائمة عليهم .(ولله الحجةالبالغة)
وأما المؤمنون فلي معهم حديث آخر فأقول لهم :أنا لست مرضا لأجسادكم بل أنا دواء لقلوبكم الغافلة؛أنا مرسل من قبل حبيبكم وطبيبكم . .
أنا لست داء في الحقيقة بل أنا علاج لمرض غفلتكم وبعدكم عن الله.. وهذه هي الأمراض الحقيقية التي أصابت قلوبكم ولم تكترثوابها ..وهذه التي كان عليكم أن تعالجوها ..
أيها المؤمنون اناآية من آيات الله،تزيد المؤمنين إيمانا ..تزيدهم تعلقا بربهم وتصحح لهم بوصلة التوجه إلى الله. فلقد تعلقت القلوب بالدنيا تعلقا صدهاعن طاعة الله وعن ذكر الله وأوقعهافي المعاصي والفجوروالغفلة.
فهذه أعمالكم أيها الناس معطلة ..
وهذه دنياكم لا قيمة لها عندكم، تخشون من الموت بسببي،وهو قادم إليكم ولو تحصنتم في بروج مشيدة من الحجارة أو العلم ..لا فرق..
أيها المؤمنون أذكركم قبل فوات الأوان ..من قبل أن يأتي بعضُ آيات ربكم يومئذ لا ينفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراًقُلِ انتَظِرُواْإِنَّامُنتَظِرُون
إستمعوا لي(أنا الفايروس كورونا ) وأنتم في المهلة.. إستمعوا وأنتم في الرخاء .. واتعظوا ولا تخشونِ واخشوا الله العظيم..احذروامن الشرك الخفي أنا لا أضر ولا أنفع.. الضار والنافع هو الله وحده....
أيها المؤمنون لن أطيل عليكم فلطالما اشتكيتم من طول خطبة الخطيب الواعظ فأعرضتم إذا أطالة الخطبة لبضع دقائق..ولكنكم ما اشتكيتم يوما من طول غفلتكم وضياع ساعات من عمركم في اللهو واللعب والغفله، لقد اشتكيتم مما فيه نفعكم وما اشتكيتم مما فيه ضرركم..
اليوم أنتم تحذرون من أي شخص في حالته لعله يحمل الفايروس..
ليتكم اجتنبتم أهل المعاصي فكم سرت منهم إليكم عللا أصابت دينكم وإيمانكم ولم تبالوا .
كم قال لكم الحق (تلك حدود الله فلا تعتدوها )فلم يبال الكثير منكم ..فاليوم أنا أحول بينك وبين مصافحة أخيك والإقتراب منه ..كان الأولى أن تجتنب قرين السوء وجليس السوءحتى لا يعديك ...كان الواجب عليك أن تلزم الحمية من المعاصي.
أيها المؤمنون: لئن آلامكم اليوم غيابكم عن الجمعة والجامع وزيارة المراقد الدينيه فلعلكم تعرفون قيمة المسجد ومراقد الائمه عليهم السلام وقيمة اوطان التعبدالتي تسعى اليها جوارحكم فتحسنون الأدب في بيوت الله.. فهلا عرفتم قيمة النعمة.
اليوم اجلس في بيتك محروما فإن لم تستفق القلوب مع هذا البلاء فمتى؟ !
فلا تحرم نفسك من كثرة الصلاة على النبي محمد واهل بيتهﷺ فإذا كنت ذاكرا لربك فأنت في حضرة الله تجالس الحق سبحانه .. أولم يبلغكم أنه سبحانه "جليس من ذكره "؛
فالقلب الميت يحييه ذكرُ الحيّ الذي لا يموت..وبالذكر يطمئن قلبك ويزول خوفك ، ..وإلا فستصول أخبار الفايروس في قلبك ويمسك الشر وتكون في حالة هلع وجزع، أو لم يبلغك أنك خلقت هلوعا وإذا مسك الشر جزوعا ؛فهذا هلعك وخوفك ورعبك لايزول إلااذاكنت من المصلين (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ)
أيهاالمؤمنون:سأرحل عنكم حين يأذن من أرسلني إليكم فقد جئت بأمره وأغادر بأمره.. فلا تكونوا من الذين ذكرهم الحق سبحانه (وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ)
أيها المؤمنون :أنا سوط تأديب شهره الله على عباده ..فلا تنشغل بي ولكن انشغل من بيده الأمر وإليه يصير الأمر فهو الذي يدبر الأمر ..
فأنت بحاجة لدواء نفسك الأمارة بالسوء ، فلا تكن من الغافلين
الزموا تقوى الله فهي الوقاية الدائمة وإلا جاءك قدرك من باب حذرك .فأين تفرُّ يا مسكين؟
وأخيرا فأنا الفايروس كورونا أنا خلق ضعيف سُلطتُ عليك فخفتني ولو كنتَ مع الله لما خفتني الا إذا كان إيمانك وهما؟!!.
أيها الإنسان الضعيف إقرأرسائل الحق إليك واعرف ربك..لعلك تعقل، لعلك تتفكر ،لعلك تتذكر ، ،،،
فأنت مطلوب لربك..هو يحب أن يسمع صوتك،ويجيب دعائك(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) قل: بلى آن لي يا رب.. آن لي .. أن أصطلح معك ..
ان شاء الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدواهل بيته الطيبين الطاهرين............
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha