قاسم آل ماضي
في ليلة السادس والعشرين من شهر فبراير من سنة 1991، نقضت امريكا اتفاق اطلاق النار وغدرت بقطعات الجيش العراقي المنسحب من الكويت وانتهكت اتفاقية جنيف الثالثة المادة 3 " التي تحظر قتل الجنود خارج القتال" حيث قصفت امريكا الجيش العراقي باليورانيوم المنضب بعد أن تم الإعلان عن وقف إطلاق النار .
قامت الطائرات المقاتلة التابعة لقوات التحالف آنذاك بالتحليق فوق قوافل الجيش العراقي المنسحب، ثم قامت بتفجير الآليات والعربات التي تقدمت القافلة، والتي كانت في المؤخرة لغلق الطريق ومنع أي كان من الفرار، ثم قامت؛ ولساعات عديدة، دون انقطاع بقصف القوافل بمختلف أنواع القنابل. كان الأمر أشبه بأمواج تليها أمواج من القنابل.
أسفرت هذه المجزرة عند انتهائها عن ما يقارب ألفي عربة عراقية مفجرة، وما يقارب عشرة آلاف جثة محروقة ومبتورة الأطراف ملقية على أطراف الطريق على امتداد عشرات الكيلومترات، فيما أصبح يعرف بـ”طريق الموت“.حتى بالنسبة للجنود العراقيين العزّل الذين أعلنوا عن استسلامهم تم إطلاق النار عليهم وإبادتهم. لم ينج أي جندي عراقي في ذلك اليوم.
تلقى القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الخليج أوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي بوش ”بأن لا يترك أي أحد، أو أي شيء يغادر مدينة الكويت“.قام الجيش الأمريكي فيما بعد بدفن الاف الجثث كمحاولة لاخفاء المجزرة واعداد القتلى .
كتب الصحفي الأمريكي(جويس شدياك) بخصوص ذلك: ”تعرضت الشاحنات لقصف شديد لدرجة جعلها تلتصق بالأرض، وكان من المستحيل أن تعرف بالنظر إليها ما إذا كانت تحمل سائقين أم لا، كما ذاب الزجاج الأمامي لهذه الشاحنات تماما، وتم اختزال دبابات ضخمة إلى مجرد خردة حديدية“.
وأضاف: ”لم يتم إخراج هذه القوات العراقية من الكويت من طرف القوات الأمريكية كما تزعم إدارة الرئيس بوش، كما أنهم لم يكونوا ينسحبون من أجل إعادة هيكلة وحداتهم للقتال مجددا، في الواقع لقد كانوا ينسحبون لأنهم أصبحوا خارج الحرب، لقد كانوا عائدين إلى منازلهم ببساطة.“
وأضاف كذلك: ”إنه لجريمة حرب شنعاء أن تهاجم وتبيد جنودا عائدين إلى منازلهم بهذه الطريقة المشينة
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha