قاسم آل ماضي
مساء يوم الأول، وصباح اليوم الثاني من شهر آذار 1991 -
كانت انتفاضة آذار الشعبية الخالدة .
تمر هذه الأيام الذكرى التاسعة والعشرين، لانطلاق انتفاضة آذار1991. .. مساء يوم الأول و صباح اليوم الثاني من آذار 1991 تسلق فيه ثوار العراق الدبابات الصدامية بايديهم العارية، ليرسموا مشهدا بطوليا قل مثيله، وليمحوا عار الهزيمة في الكويت وختموا تابوت النظام العفلقي الزنيم وعصابته المارقة بدمائهم الزكية .
تحية احترام وتقدير لكم يا رجال الأنتفاضة المباركة .
الخلود والرفعة لكل شهداء هذا الوطن العظيم الذي لا يمكنه الا ان يكون سيدا بابناءه ورجاله العظماء .
ساحة سعد
قبل مساء هذا اليوم بأسبوع وأكثر ،كان الاف الجنود ومعهم ضباطهم وبمختلف الرتب العسكرية ، يجوبون شوارع ( الحيانية) بعضهم دون أسلحتهم، وغيرهم عرضها للبيع بأبخس الأثمان، ثم توجهوا, مع المساء نحو ساحة (سعد). ثمة جدارية لمن قادهم لهزيمة وذل لا مثيل له في حياتهم وأسرهم منذ أمد طويلٍ. احدهم- مجهول الهوية حتى اللحظة وسيبقى كذلك - وصل بدبابته، ونظر إلى تلك الجدارية ،فاستيقظ فيه الغضب العراقي المكبوت طوال عقود. وأطلق ربما آخر قذيفة في دبابته محطماً، بشكل رمزي وبثأر عارم تلك السنوات، ومَنْ يمثلها. عندها اشتعل فتيل 2 آذار 1991. ومهما كانت نتائج ذلك المساء فأنه شهادة الرفض المكبوت ، والذي أشرعه علناً , ذلك المجهول , وآن له ان يعلن عن نفسه , و وقعتها بعد ذلك (15) محافظة عراقية بكل مدنها وقراها وسكانها. كل مَنْ ادعى أو يدعى انه السبب وراء تلك اللحظات كان كاذباً, وسيبقى كذلك فلا تصدقوه أبداً. بعد كل ما جرى وسيجري .
2 آذار 1991.. ساحة سعد.. سلاماً.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha