قاسم آل ماضي
شهدت أمريكا منذ تأسيسها ، أربع مراحل رئيسة : -
1- الدفاع عن مصادر القوّة – من اعلان الاستقلال1776 - الى نهاية الحرب الأهلية 1865.
2 - صنع القوّة - من نهاية الحرب الأهلية 1865 - الى الدخول في الحرب العالمية الثانية 1941 .
3- استثمار القوّة - من نهاية الحرب الثانية 1945- حتى نهاية الحرب الباردة 1991 .
4- بعثرة القوة - تداخلت مع مرحلة استثمار القوّة ، وكانت نتيجتها سلسلة من الحروب والتدخلات الخاسرة أو غير الناجحة ، أهمها : كوريا 1950- فيتنام 1955/ 1975- كوبا 1960- لبنان 1983- الصومال 1993- افغانستان 2001- العراق 2003- سوريا 2011- اليمن 2015 – لمساعدة الحلف السعودي - .
أما معاركها الناجحة ، فأهمها وأكبرها ، هي الحرب الباردة ضد المعسكر الاشتراكي التي أدت الى انهياره .
ما يلاحظ ان الحرب الرابحة الأكبر والأقلّ كلفة ، كانت الحرب الباردة ،أما الحروب والتدخلات العسكرية ،فمعظمها أما فاشلة أو أقل نجاحاً ، مع تكاليف بشرية ومادية أكبر.
ان اعادة هندسة العالم - الاستراتيجية التي طرحتها أمريكا - تبدو مشروعاً مؤجلاً أو يواجه الكثير من الصعوبات ، منها احتياجه الى تكاليف قد لا يمكن تحمّلها ، إذا نفذت بالطرق العسكرية وحدها ، وكما واجهت استراتيجية حرب النجوم في عهد ريغان وسحبت من التداول في الرؤية الجديدة ، تبدو أمريكا اليوم ، في بداية مرحلة الدخول باستراتيجية (اعادة تجميع القوّة - أو الاحتفاظ بالقوّة ) ما قد يؤدي الى سحب تدريجي واعادة تجميع لذلك الانتشار الواسع للقوات بمختلف صنوفها ،عبر مساحات شاسعة في أركان الأرض ، مع الاحتفاظ بنقاط حيوية استراتيجية محددة ، يمكن من خلالها الاندفاع نحو أي خطر محتمل
. ذلك ما يبقيها أكثر حذراً وأقلّ استفزازاً واستنزافاً ، مع احتفاظها بمبادرة التدخل ، حينما ترى ضرورة ملّحة ، قد تمسّ بشكل مباشر،أمنها القومي أو تهدد مصالحها.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha