متابعة/ علي عبد سلمان
بعد تكليف حسّان دياب رئيساً لوزراء لبنان، كُلّف محمد توفيق علّاوي رئيساً لوزراء العراق. ثمة من يقول إن «الساحتين» اللبنانية والعراقية،«ساحةٌ واحدةٌ»، وفق منظور رعاة العملية السياسية في الشرق الأوسط. في الكواليس، لم يعد المؤثرون الإقليميون والدوليون في المنطقة يؤمنون بـ«أحادية» الساحات، بل بتشابكها، ويتأثر بعضها بظروف بعض.
تكليف علّاوي يُعدّ استكمالاً لمسار «التوافق» الحاكم على العملية السياسية لـ«بلاد الرافدين». مقتدى الصدر وهادي العامري، عرّابا هذا المسار، أرادا استكمال جهود عادل عبد المهدي، الاستراتيجية، والمتعلّقة بإخراج العراق من السيطرة الأميركية على مفاصله، وذلك بتنفيذ القرار البرلماني القاضي بإخراج القوات الأجنبية أولاً، وتنفيذ الاتفاقيات العراقية ــ الصينية. في موازاة ذلك، منح المسار «التسووي» الصدر فرصة ذهبية لتعزيز حضوره وحصد المزيد من المكاسب، مقابل تخبّط خصومه وضياع رؤيتهم.
علّاوي، ابن «الدعوة» السابق، يفتقد اليوم دعم «رفاق السلاح». يحظى بدعم الجميع، وفق حسابات كلّ واحدٍ منهم. أمامه أيامٌ معدودة لتأليف حكومته، والمفترض أن تكون «انتقالية» تُعدّ لانتخاباتٍ تشريعيةٍ مبكرة، وفق تطلّعات «المرجعية الدينية». الأيام القليلة المقبلة ستكون حُبلى بالأحداث، بدءاً من حديث التأليف وشياطين تفاصيله، وصولاً إلى المنهاج الوزاري ورؤية الحكومة المرتقبة، وما بينهما من قدرتها على ضبط الأمن واستعادة هيبة دولةٍ فقدت، على مدى الأشهر الأربعة الماضية.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha