المقالات

لماذا؟

1205 2020-02-02

ضياء المحسن

 

     بدأت شرارة الهجمة على حكومة السيد عادل عبد المهدي (المستقيلة) بعد  شهور من بدء عملها، طبعا لم يكن كثيرون يعلمون السبب في ذلك، فقد كانت الأسباب تترى الواحدة تلو الأخرى، بدأت عندما لم توافق على أن تكون جزء من منظومة الحصار على إيران، ولم تنتهي بمحاولة حل الحشد الشعبي (الحشد الشعبي جزء من منظومة أمنية، يحكها قانون صدر من قبل مجلس النواب).

  بدأت الولايات المتحدة بخطوات لمحاصرة حكومة السيد عبد المهدي (المستقيلة)، من خلال أتباعها والتابعين لحكومات (شقيقة) موالية لها، من خلال وضع العصا في عجلة سير الحكومة، والبدء بالإصلاحات التي عبر عنها السيد عبد المهدي في برنامج حكومته للأربع سنوات المقبلة.

   القشة التي قصمت ظهر البعير كانت ذهاب رئيس الوزراء بوفد يضم عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين الى الصين لتفعيل إتفاقية تم توقيعها في زمن حكومة السيد العبادي عام 2018، الغريب أن أحدا لم يعترض في وقتها على السيد العبادي عندما وقع الإتفاقية!، المهم حاولت الولايات المتحدة قبل ذلك إيقاف العقد الذي أبرمته الحكومة مع شركة سيمنس الألمانية لتحسين واقع القطاع الكهربائي، ولم تفلح في ذلك.

   عندما وجدت الولايات المتحدة أن السيد عبد المهدي مصر في مسعاه في الإعتماد على الصين في عملية بناء العراق، ولأن الولايات المتحدة تعلم يقينا قدرة الشركات الصينية في أن تفعل أشياء كثيرة، بما تمتلكه من قدرات تكنولوجية وبشرية، لجأت الى أذرعها المنتشرة في أماكن كثيرة، قد لا يتصورها البعض منا، فبدأت بإستغلال تظاهرات الخريجين؛ ولأن الغاية تبرر الوسيلة، كان لابد من وقوع ضحايا مهما كان عددهم، لأن الأهم في ذلك عدم المضي بالإتفاقية مع الصين.

   وقعت الولايات المتحدة في فخ اسمه المرجعية الدينية للمرة الثانية، فقد كان الفخ الأول الذي وقعت فيه الولايات المتحدة في حزيران 2014، عندما أدخلت داعش الى العراق مستغلة غضب الشارع على حكومة السيد المالكي، ولم تحسب حساب الرجل الكهل الذي يسكن بيت صغير في واحد من أزقة النجف الأشرف، تلك المحافظة التي يقدسها الشيعة في العالم، ويستمع لما يقوله هذا الرجل، بكلمة منه حشد جيش له أول وليس له أخر، فأحبط مخططات الولايات المتحدة التي كان العراق قد وقع معها إتفاقية إطار أمني (لم يتم تفعليه حتى مع كذب المسؤولين العراقيين في محاولة لتلميع الدور الأمريكي، والدليل على ذلك الجميع يتذكر كيف أن روسيا ضربت رتلا من شاحنات النفط المهرب من حقول صلاح الدين عام 2015 داخل الأراضي العراقية، مع أن الولايات المتحدة تسيطر على الأجواء وتعرف كل شاردة وواردة في العراق.

   يبدو أن المثل العربي الذي يقول ((المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)) لا ينطبق على الولايات المتحدة، فها هي المرة الثانية التي تجرب حظها في محاولة السيطرة على القرار العراقي بالكامل، من خلال تأجيج التظاهرات والمجيء بحكومة تشبه حكومات بعض دول الجوار، حيث انبرى لهم شيخ النجف وسيد الحوزة، ليكون السد الذي لا تستطيع الولايات المتحدة وجميع ذبابها الإلكتروني أن يصمد قباله، فأُسقط في يدها.

  يبقى السؤال لماذا؟

        سؤال قد تكون الإجابة من وجهة نظر البعض سهلة، لكنها في الحسابات المتأنية صعبة، بسبب تداخل المصالح الداخلية والخارجية، لدى بعض ممن يتصدى للمسؤولية، عندما رهن موقفه والذي يفترض بأنه وطني إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار مواقف أسلافه الماضين في الدفاع عن أرض العراق ووحدته، وخارجيا الذي يرى في قوة العراق ضعفا له وسرقة لهيبته؛ بل والأنكى من ذلك يرى أن قوة العراق محاولة لزعزعة إستقرار حكمه الذي بدأ يتهاوى شيئا فشيئا.

كثيرة هي الإجابات عن هذا السؤال.

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك