قاسم آل ماضي
لا يوجد في العالم كله شخصية غير جدلية ، حتى الانبياء والمرسلون كانوا اكثر الرجال في العالم جدلية من قبل الناس
( ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون)
( وما ياتيهم من نبي الا كانوا به يستهزئون)
وكانت شخصية الامام علي من اكثر الشخصيات التي وقع فيها الجدل في التاريخ حتى قال قولته الشهيرةLهلك فيّ اثنان محب غال وعدو قال !)
وهل هناك تعبير اكثر صراحة من هذا التعبير في كون الشخص شخصية جدلية ؟!
وفي الديمقراطيات الحديثة تتجادل الامة على المرشحين للرئاسة وينقسم الناس الى فريقين او اكثر في ترشيح الشخصيات لرئاسة الجمهورية او رئاسة الوزراء
ونقرا نتائج الاصوات في اعرق الدول ديمقراطية
٥٥٪ لمرشح
و ٤٥ ٪ لمرشح مضاد
وقد تبلغ النسبة بشكل حرج ٥١٪ مقابل ٤٩٪
مع العلم ان هذه نسبة المشاركين الذين اشتركوا في الانتخابات وقد تكون نسبة المشاركين ٤٠٪ او حتى ٣٠٪ من الذين يحق لهم الانتخاب
ما يعني ان ثلثي المجتمع البالغ الراشد مقاطعون يرفضون كل الشخصيات المرشحة على الاطلاق
من هذا المنطلق فان رفع شعار (الشخصية غير الجدلية) التي ينبغي ان ترشح لتقبل، لا وجود لها على الاطلاق الا في عالم الملائكة
وفي عالم الملائكة كان آدم (اصلنا) اكبر شخصية جدلية حتى قالوا لله عز وجل :(اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)
لقد حاوروا الله في مرشح ه(ادم) كخليفة وقدموا الاسباب وهي الفساد وسفك الدماء ورشحوا انفسهم بديلا عنه !
ولذا فلا بد من:
اولا / اذا بقينا نبحث عن الشخصية غير الجدلية فاننا لا نجدها بعد الف سنة من البحث والاستقصاء الا اذا تغيرت طباع الناس وصاروا مخلوقات اخرى ملائكية
ثانيا / من اكبر الاخطاء في عالم السياسة والاجتماع استعمال هذه المصطلحات المطاطية الضبابية التي لا تزيد الحراك السياسي والاجتماعي الا ارباكا وفتنة وفوضوية
وتعطي فرصة ذهبية للمتصيدين في الماء العكر ان يعطلوا المشهد السياسي ويشلوا البرلمان من ان يشخص رئيسا للحكومة شللا دائما
وتحترق تحت نار هذا الشرط اكبر الشخصيات اخلاصا وكفاءة ونزاهة وقدرة على قيادة البلد الى بر الامان
ثالثا / نطلب من الذين اطلقوا هذا المصطلح ( الشخصية غير الجدلية) ان يذهبوا الى كوكب المريخ او زحل ليجلبوا لنا من هناك شخصية ينطبق عليها هذا الشرط.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha