المقالات

كشفت الوجوه وبانت الفضائح...

1540 2020-01-26

كندي الزهيري

 

منذ تغير النظام الحكم عام ٢٠٠٣م من نظام شمولي دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي برلماني،  في هذه الفترة اعترضت الحياة السياسية خلال هذه الفترة جملة من المعوقات التي حدثت بسبب الإجراءات والممارسات الحكومية الخاطئ ،والضعف الذي شكل نظرة سلبية على النظام السياسي الجديد.

ان ضعف الحكومة  العراقية الديمقراطية يعود إلى عدة اسباب  منها 

١-تعدد الأحزاب وارتباطه اقلبها بدول اخرى.

٢-النظام البرلماني المبني على المجاملات  بعيدا عن القانون والدستور

٣-الضعف في محاسبة  داعمين الارهاب والفوضى  خوفا على العملية السياسية  .

٤-عدم كفاءة قادة البلاد  ،وضعفهم في  اتخاذ القرارات الصارمة  والقطعية .

 ان ارتباط الاحزاب  في الدول الخارجية  رهن قرار  العراق  بمصالح  تلك الدول  عبر ممثليهم  في  بعض الأحزاب في داخل البلاد  .

ان طبيعة النظام السياسي الذي تأسس ليكون نسخة مغايرة  النظام السابق،  أي تحول من نظام شمولي  دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي برلماني متعدد الاحزاب  والتوجهات،  الا ان هذا التحول الديمقراطي قد شابة العديد من العراقيل والمعوقات  فولدت نظام سياسي  مشوه  وضعيف  في لداخل  فضل عن الخارج، وذلك بسبب  عدم مجيئها عبر مسارات تغير داخلي، بل اتت بتغير فوقي لامس الإجراءات والقرارات،  فتحول إلى شكل سلبي  منعكس على الشارع  ، كان ابرزها  منح الحرية المطلقة  للزعماء ولأحزاب السياسية فجعلها فوق القانون  ومنح  حصانة  لقادتها  ،إلى أن وصل عدد الأحزاب  السياسية في العراق إلى اكثر من ٣٣٠ كيانا سياسيا   .

ان معظم القادة تلك الأحزاب السياسية لم يتكيفوا مع التغير السياسي الذي شهدته البلاد،  مفضلين  التعامل مع النظام الديمقراطي المستورد  من امريكا  الذي لا ينسجم مع معطيات  الواقع  ،مما أدى الى قصور في صياغة السياسات العامة  مخرجاتها حيث أصبح التعامل بعقلية الصبيان   .

كل هذا أدى إلى ضعف الحكومة  وبناء جيوش خارج  نطاق  النظام  ومؤسساته  الرسمية، فأصبحت مصالحهم اهم من مصالح البلاد وشعبة  مما ادى الى انفلات  في  الشارع العراقي  ،فكانت النتيجة ضهور  زعامات  تحرك الشارع  حسب المصالح  وعقلية  تلك الزعامة الصبيانية التي منحت حصانة  فوق القانون  وحصانة اخرى بسبب جهل الشارع  .

ان ما شاهدناه  في  الساحات التظاهر  وكيف  كان  تجري الأمور  التحريض والقتل  والتهديد ،التي كانت محمية  من قبل حزب سياسي  يمتلك  العصى  القوى  من الدولة واجهزتها الامنية، الكل كان يتسأل لماذا الحكومة  لا تستطيع  فض اعتصام بعد أن كثرت  الجرائم  والتخريب والترهيب   الناس، وحرق المؤسسات الحكومية !.

فكان الجواب امس  حينما  ابتعد ذلك الفصيل  من الساحة  تحركه القوات  لفك الاعتصام بعد أن خلت الساحة  الا  القليل   منهم  الذين كانوا  خارج  هذا النطاق.

في حين كشفت لنا  وجوه  اخرى  ليست أمريكي او بعثي  فحسب،  بل كشفت  حجم الأزمة  الأخلاقية التي يعيشها  النظام السياسي الضعيف  الغير قادر  على إثبات  نفسه في الساحة السياسية  ،وتخوفه من الأحزاب  اكثر من الشعب ،وهذه فضيحة بحد ذاتها للحكومة وأجهزتها الأمنية  ،

ان تلك الأحزاب  التي استخدمت ساحات التظاهر  فرصة  لتصفية الحسابات  ،وورقة ضغط  على الحكومة  من اجل المناصب  القيادية  في داخل جسد الدولة  التي دمرتها  تلك العقلية  التي تضحي  بكل  شيء  من اجل  مصالحها .

بعد أن ضعفت التظاهرات  اذا نتفاجأ بتوافد  مجاميع  اخرى  لكيان سياسي وحزبي  اخر  ،الذي  دعا  وبشكل  سري  إلى اتباعه  بالنزول  وملى   الفراغ الذي خلفة  بانسحاب  اتباع  الحزب الاخر .

في الوقت ذات تم التوجيه  من قبل الجوكر الأمريكي  على ضرورة رفع صور المرجعية  العليا  في ساحات التظاهر التي  كانت  تعتبر توجيهات المرجعية غير ملزمة لها  اي أعادت  رفع المصاحف على الرؤوس من جديد بحجة  "نازل اخذ حقي "الأمريكي ومن يمثلة ،

ومن هنا يتضح لنا بأن هذه  مظاهرات حزبية وأمريكية  اي كل له  اتباع  فيها  "مشكل" وليست  شعبية  حقيقية  ،وأن ضعف الحكومة  في مواجهة تلك الأحزاب  التي اصبحت  قوي بسبب سرقة الدولة  والاستحواذ  على المال العام  ستجعل عمر هذه الحكومة واي حكومة  اخرى قصير  جدا ومفككه  ،

ان الدولة التي لا يحكمها قانون  والعمل السياسي الذي لا ينصاع  إلى توجيهات الدستور  دولة   ميتة  وفاقدة لقرارها،  وهذه يعطي صورة بات كل القتل والهجوم على  مقرات الحشد  وقادته كان فعل مشترك ومبرمج "ومنسق"  .

وهذا الأمر الذي جعل من المرجعية والعراق  يصرخ  ألا  من ناصر  !!.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك