المقالات

الاستشراق والاستغراب والتقاطع الحضاري


سامي جواد كاظم

 

الاستشراق بتعريفه المجمل شخص من الغرب يبحث ويقرا في ثقافة الشرق  وينقلها الى الغرب فيسمى مستشرق، والاستغراب شخص من الغرب يبحث ويقرا ثقافة الغرب وينقلها الى الشرق فيسمى مستغرب، بعيدا عن ماهية الثقافة التي درسها وغايته منها ورايه بها بالنسبة للطرفين .

واما مصطلح حضارة فالمفهوم الذي يعتقده كل طرف هو محل خلاف والخلاف يقصد به مدى مقبولية ثقافة الشرق لدى الغرب والعكس كذلك مدى مقبولية ثقافة الغرب لدى الشرق ، والحضارة افضل ما قرات لها من تعريف هو " نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي، وتتألف الحضارة من عناصر أربعة: الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الخُلقية، ومتابعة العلوم والفنون؛ وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق " .

عندما ينظر أي طرف لمورد او موردين من هذه الموارد الاربعة ويحاول ان يحكم على الاخر فهذا هو محل الخلاف ، والمشترك فيما بين كل هذه الاطراف هو الاسلام فالغاية والوسيلة هو الدين الاسلامي باعتباره خاتم الاديان ولازال بقوته ويزداد المسلمون يوما بعد يوم ، ولان مواجهته فكريا غير ممكن لذا لجاوا ممن يحملون نوايا غير سليمة الى التشهير بالخزعبلات المدسوسة في التراث الاسلامي هذا اولا وبالمسلمين الذين يجهلون اسلامهم فتصدر منهم تصرفات باسم الاسلام هي ليست من الاسلام ، وهذه  في الوسط الاسلامي ، لذا قامت قوى الشر باستخدامهما في تصنيع حديث موضوع او مسلم متطرف حتى يكون المعول الذي يهدم الخطاب الاسلامي مع قوة الوسائل الاعلامية .

المورد الاول وهو المورد الاقتصادي والمورد الاقتصادي هو  اضافة الى الموارد الطبيعية هي الموارد التصنيعية والزراعية وهنا اول نقطة لم تكن بالمستوى المطلوب لدى المسلمين فالخيرات موجودة والايدي العاملة موجودة والخبرات موجودة لكن الادارة والمتمثلة بالسلطة غير موجودة ولان الحضارة تبدا من حيث ينتهي الاضطراب والقلق وهاتان الخصلتان يعمل عليهما الحكام الطغاة حتى لا تنهض الامة الاسلامية .

واما النظم السياسية او التعاليم الخلقية فان الدين الاسلامي هو مهد هذه النظم والاخلاق ولكن وفق تسميات واسس ثابتة ومتسلسلة ومتماسكة ولان الغرب يستحدث مصطلحات تختلف بالتسمية عن ما موجود في التراث الاسلامي فيعتقد البعض انها نقطة تحول وايجابية للغرب وهنا الاشكال فالمستغرب يرى تصرفات سليمة تدل على الخلق العالي والبناء للمجتمع في الغرب ولا يراها في الشرق ولو قلنا له اطلع على التراث الاسلامي وستجدها ، نعم انها موجودة ولكن للاسف غير معمول بها كما يجب وبالشكل الذي عليه الغرب فالانسان دائما ينظر الى ما موجود امامه ولا يبحث في التراث ليرى كيف يتصرف ، ومن هنا يعمل المستغرب على نقل هذه الثقافة الى الشرق دون تنقية بعض التصرفات التي يبدو ظاهرها انها حسنة ولكن واقعا هي سيئة وتؤدي الى هدم المجتمع الانساني ، والنتيجة الموردان الخاصة بالسياسية والاخلاق ما موجود في التراث الاسلامي افضل بكثير مما يدعيه الغرب ، واما المورد الرابع وهو العلوم والفنون، فالكفة تميل الى الغرب فيما يخص العلوم في الوقت الحاضر وبالنسبة للفنون فانها تخضع لراي الفقهاء لان الكثير من الفنون تحط من اخلاق المجتمع ومنها على سبيل المثال الافلام السينمائية الخاصة بالحرية الجنسية وزواج المثل ورسم الصور غير الاخلاقية والغناء والرقص وغيرها من الامور التي تهدم اواصر المحبة بين افراد المجتمع فانها لا تخضع لمعيار الحضارة اطلاقا .

وعندما يحتدم النقاش بين المستغرب والمسلم فان سببها هو التقاطع في المختلف فيه ، فالمستغرب ينظر الى التطور العلمي والميداني في الغرب وهذا لا يعني انه افضل من الاسلام بل ان المسلمين لم يرتقوا الى تلك الدرجة ليس بسبب الاسلام بل بسبب الحكام او انفسهم فيهم الخلل ، ولان التفكير المادي هو الذي يطغى على رغبات الانسان لذا تراه ينقاد نحو الجهة او الثقافة التي تحقق له رغباته المادية او الشهوائية فالمهاجر بشكل قانوني لاوربا تكون له حقوق من الحكومات الاوربية من مصرف وسكن ورعاية صحية بينما المواطن في الدولة الاسلامية محروم من هذه الحقوق والنتيجة تؤدي الى ارتدادات عكسية تفكيرية لدى المستغرب ضد الاسلام .

اغلب الاحكام الاسلامية لم تر النور في المجتمعات الاسلامية بسبب الحكام مما يؤدي الى عزل رجل الدين عن صناعة القرار، والا لو ثبتنا اسس الحوار مع المستغرب باصل المفهوم الذي يكون محل الخلاف لتبين له احقية الدين الاسلامي على غيره ، على سبيل المثال عندما يطالب بالحرية الجنسية للجميع ولكنه لا يرضاها لذويه لماذا ؟ والحرية الجنسية هي هدم لكيان المجتمع وهذا ما هم عليه الغرب ، ولكن مراكز القوة المؤثرة تسيطر عليها الطغمة الحاكمة من حيث الموارد الاقتصادية والصناعة العسكرية ووسائل الاعلام وفيما عدا ذلك افعل ما شئت فانها لا تلتفت اليك وهذا الفخ الذي يقع فيه المستغرب تحت عنوان الحرية .

والكلام يطول والملخص ناقش في اصل نقطة الخلاف وليس بالعموم مثلا كلمة حضارة وان الغرب افضل من الاسلام وهذا هو الشذوذ في النقاش.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك