عمار الجادر
ان السياسة الدينية نشأت بدخول الاسلام حيز الدولة الفعلي، ولكن كان القائد انذاك رسول ابيض، في زمن عم السواد ارجائه، ولكن القمر والنجوم في سماء مظلمة، لم تستطع ان تنسي الناس حقيقة انهم في ظلمة، ولكن القدر الممكن انها كانت ليلة مقمرة وصافية بحيث التجأ اليه البر والفاجر.
الاختلاف العقائدي يختلف حقيقة عن الاختلاف السياسي، وحدث الربط بينهما بعد غياب القمر الاول، حيث حاولت الخفافيش ان توهم المجتمع بان لها الحق في العيش دون نور، بينما كان طبيعة خلقها هو للعيش في الظلام، اما من يرون ان النظام الطبيعي هو البياض الناصع فكانوا قلة، وهنا كان الخلط بين السواد والبياض، فحقيقة الاختلاف السياسي هو عن كمية الخلط، اما العقائدي فهو انه نظام طبيعي لا يمكن الخلط فيه، ومن هنا كان جمهور البياض قد اعتاد على ان لا يرى سوى البياض الناصع.
ليعلم السياسي السني او اي سياسي ينتمي لغير جمهور الشيعة، ان جمهور الشيعة العقائديين هم من نمط النظام الطبيعي الممتاز، اما القسم الاخر من الشيعة فهم من نمط البياض الدائم، وانتم من نمط الخلط بين البياض والسواد، انتم تميلون ليكون السواد اعم بالاعتماد على اصحاب فكرة البياض الدائم العقائدية المنحرفة، لكي تقظون على اصحاب العقيدة الطبيعية الثابتة، وهذا لا يكون لكم الا بحكم اصحاب العقيدة الطبيعية، لانهم سوف يكونون بين فك البياض الدائم وبين خلطكم وتدليسكم.
من هنا يتضح للقارئ الكريم سبب عدم نجاح السياسة الشيعية في العراق، لان انتخاب السياسيين لم يكن ابد من جماعة الطبيعة المطلقة، بل كانوا من النوع الذي يميل لجعل الظلام اكبر من البياض، وهذا ما اغضب جماعة البياض المستحيل الحدوث للايدلوجية الطبيعية، و استفاد منه جماعة الظلام الدائم لان الفكرين منحرفين عن الطبيعة، لذا كان السياسي الشيعي محتار بامره، فهو بطبيعته لا يمكن ان ينسلخ من النظام الطبيعي، ولا يمكن ان يحكم بالعدل لانه ليس قائدا عقائديا.
السياسي الشيعي من المؤكد انه لن يحقق البياض الدائم، ولكن من المؤكد ايضا انه لن يميل كل الميل للنظام الاسود الدائم، ولكن هي نسبة خلط كان فيها الظلام اكثر من الضياء وهذا ما لا يرضاه لا الابيض الخارجي، ولا الطبيعي العقائدي، وبالتالي فهو فرصة الظالم.
https://telegram.me/buratha