المقالات

صناع  الفوضى..!

2079 2019-12-08

كندي الزهيري

 

شهدت المنطقة العربية خلال الأعوام والعقود الماضية تغيرات كبيرة، اجتماعية واقتصادية وسياسية وتقسيمات على اساس طائفي او قومي ،  مما سهل على إسرائيل مهمتها في مزيد من الاستيطان  داخل أرض فلسطين (وضمنها القدس)بشكل خاص وخارج حدود فلسطين بشكل عام ، بينما فشل الفلسطينيون، ومن ورائهم العرب وجيوشهم ، في وقف الزحف الإسرائيلي. فالعصابات  العبرية بفعل مقدراتها الاقتصادية والإعلامية والسياسية ودعم الغير محدود من امريكا ونفوذها داخل دوائر القرار في الدول الكبرى، باتت تتمتع بحضور ونفوذ غير قليلين أيضاً في أكثر مناطق آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا.

وقد كشف «اودير نيون»، الموظف السابق في وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن بعض الأهداف المستقبلية لإسرائيل عندما قال: «إن أهداف إسرائيل المستقبلية في المنطقة العربية هي: تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة، وتفتيت دولها عن طريق اللجوء إلى إذكاء النعرات الطائفية والعرقية وإشعال النزاعات الحدودية بين البلدان العربية والإسلامية ».

وقريب من هذا ما فعلته وتفعله الآن في أفريقيا لتحقيق مصالحها وزيادة تغلغلها هناك وفي اليمن  وسوريا  والعراق والبنان .

هناك جانب من الدور الخفي لإسرائيل في ما تشهده أفريقيا والمنطقة العربية من اضطرابات وعنف وصراعات طائفية، ومعظمها إسرائيلية الصنع بشكل مباشر ٠

وقد سبق للجنرال موشيه يعلون، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، أن قال في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إنه «لم يعد هناك شيء اسمه العالم العربي، ولم نعد نتكلم عن عالم عربي».

وكان بريجينسكي، مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس الأميركي كارتر، قد قال هو أيضاً: «إن الشرق الأوسط في السنين القادمة سيتحول إلى كانتونات تضم جماعات عرقية ودينية مختلفة، وهذا سيسمح للكانتون الإسرائيلي بالعيش في المنطقة بأمان ».

هذا علاوة على دعوات من مراكز الأبحاث الغربية والإسرائيلية والعديد من المفكرين الإسرائيليين والأميركيين، لبلقنة العالم العربي عبر تشجيع الأعراق والطوائف والأقليات وزيادة إحساسها بالتمايز والمظلومية. وكان برنارد لويس أحد مروجي خطط التقسيم والتفتيت، ولعله كان واضحاً أشد الوضوح من خلال المخطط الذي قدمه عام 1985، والذي اقترح فيه سايكس بيكو جديدة، أي المزيد من تقسيم العرب، ونشر الفوضى في دولهم، ودعم المظاهرات الاحتجاجية فيها، واستدعاء وخلق جماعات جديدة تعتنق الإسلام السياسي، ومنع قيام أي نهضة صناعية عربية، والحيلولة دون توحيد الدول العربية.. كل ذلك ضماناً لتفوق إسرائيل على جميع الدول العربية منفردة ومجتمعة.

وفي الأعوام الأخيرة بدأ الوعي العربي يدرك أن العلاقة بين المشروعين الصهيوني والأمريكي  علاقة قوية ؛ فهما معاً يسعيان لتفتيت المنطقة العربية، ولم يعد سراً أن إسرائيل وراء كثير من الصراعات والقلاقل التي تقع في بعض الدول العربية.

لكن لم تكن في العقلية  اسرائيل،  ان هناك جيل عقائدي واعي، سيحبط  مخططاتهم  ، وهذا الجيل  هو الوحيد القادر  على  حفظ  الامة  العربية والاسلامية  من الفتن  الصهيونية العالمية  ، ولا سبيل  غير  الاستمرار  في المقاومة  ،النابعة  عن وعي كامل  ،ومحصنة  بشعوب المنطقة  لا بالأنظمة  الاستبدادية والعميلة  ، هنا فقط نظمن نصرا  في اي معركة  مع الصهاينة....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك