عمار الجادر
في احدى القرى المتعلمة، كان مكان التعليم فيها يدعى كتابا، كان اهل القرية يتبارون في حث الابناء على الدراسة، وكان كبير القرية يوصي بأن لايكون في قريته طفلا لا يذهب للدراسة، وفي يوم دخل هذه القرية مجموعة من الجهلة، توددوا لأهل القرية، وبدئوا يبثون الفرقة بينهم وبين حكيمهم، بحجة ان كتابهم الذي يذهبون له من طين ولا يليق بهم، حتى دار الزمان وقتلوا الحكيم واستولى الجهال على القرية فلم يعد هناك حتى كتاب الطين.
نحن في القرن الحادي والعشرين، حيث تتبارز الشعوب بعلمها، واخر من يتأثر بالتغير السياسي هو عصب التعليم، معتمدين على مقولة : (( اذا مات العلم مات المجتمع))، وجميع ثورات العالم تقاس بمدى احترامها للتدريس، حيث تجد المعلم قائدا لا مقاد، يدرس طلابه على حب الوطن في الصباح، ويناضل لكي يؤمن لطلابه مستقبل واعد، لذا تحاول الحكومة الفاسدة ان تغلق المدارس كي تضيق الخناق على انتشار الثورة، فيلتقون بطلابهم في البيوت لكي يوصلوا المادة التعليمية لهم، هذا طبعا في ثورة حمائم السلام التي تريد النور لا الظلام، ولكن! في بلدي كان عكس هذا الكلام، فهل هي ثورة للجهل والظلام؟!
حقيقة الامر ان بواسل شعبي ليسوا ثوارا للجهل، بل هم ثوار للحق والنور، فمن ذلك الذي اثر على ثورتهم وهيمن على عقولهم؟!
ان المطالبة بالحقوق اسمى غاية النبل والثقافة، لكن عندما تتخلل تلك المجاميع غربان تنعق بالحقد والشر والتجهيل، فهذا ليس شعبي الذي يقود الثورات، عندما يكون الاستاذ خلف راية طالب له فهذا ليس استاذي، ولا زال الرجل الحكيم يقول : لا للجهل لا للحرق لا للتخريب.
كسرتم شوكة الحشد الذي حماكم ولا حامي لكم غيره، لانه ولد من رحم محنتكم، فمن الذي اقنعكم ان من عانق دمه ترابكم وهو ابنكم واخوكم هو ذيل تابع؟! من الذي اقنعكم ان بغلق المدارس وفي الجنوب فقط هو قمة الوطنية، من الذي اقنعكم ان الحرق والتخريب هو بداية البناء لوطن جديد؟!
ايها السادة تلك غربان الجهل التي سترونها تنعق في التعليق على مقالي هذا، والتهم حاضرة لديهم (( ذيل، عميل، حزبي، وغيرها))، وانا ابن الوطن بل انا هو الوطن الذي يبحث عنه الغربان، كل فرد فيكم وطن، فعن اي وطن يبحث هؤلاء الغربان؟! عن وطن يقتلون فيه عقلكم وحكيمكم، يبحثون عن وطن لهم في مطالبكم بحقكم، يبحثون عن وطن يكونون هم السادة فيه، كي لا ينظر لهم بتشاؤم، فدائما صاحب النقص لا يبحث عن متمم المجتمع، بل يبحث عن انقاص المجتمع لكي يكون هو القائد الكامل له.
غربان الجهل عشعشت على كتاتيب ابنائنا الطينية، ومع الاسف هناك من يقول انها تبحث عن وطن، فليت شعري اي وطن جاهل هذا؟!
https://telegram.me/buratha