المقالات

واشنطن  تتعهد لكن بشروط ،وبغداد قلقة!...

1417 2019-11-24

كندي الزهيري

 

على ما يبدو  ،ان أمريكان  اصبحوا  يتعاملون  مع العراق على المكشوف،  لو عدنا قليلا  إلى ما قبل المظاهرات  ،اي حين ذهب رئيس الوزراء  إلى الصين  ،وعقد معها عدة عقود  ،من ثم اتجهت بوصلة  العراق إلى الشرق الأقصى وروسيا  وألمانيا  بعيدا  عن المظلة  الأمريكية،  ولا يخفى  على  أحد أن هناك تسريبات  تتحدث  عن وعيد وتهديد  للحكومة  السيد "عادل عبد المهدي " ، بعد ذلك التوجه  نحو  العالم الجديد ،الخالي من اي دور  امريكي  فيه  .

هنا عملت على أثارت  المشاكل  وجعل الشارع  مطرب  ،وكما أكد الخبراء  والمحللين  السياسيين  ،ان امريكا  هي من تدير  المظاهرات  عبر  ناشطين  من المنظمات المجتمع  المدني  ،وعبر الصفحات   الممولة  ،

ليأتي  هذه المرة  التأكيد  من قبل الأمريكان  انفسهم  .حيث أعلنت  عن اجتماع في  اسطنبول برعاية امريكية لعدد كبير من الناشطين منسقي التظاهرات، وهو الاجتماع الثاني خلال أسبوع، الذي يسعى لتشكيل مجلس قيادة للتظاهرات، والخروج بوثيقة مطالب موحدة.

وتفيد المعلومات ان اجتماعات اسطنبول تواجه مشاكل عدة، في مقدمتها اعلان عدد من الناشطين المنسقين للتظاهرات مقاطعة الاجتماعات رافضين أي حضانة خارجية للتظاهرات، ويدعون لتحرير العراق من التبعية والوصاية.

كما أن هناك من عارض مشاركة شخصيات خارجية حددوها بالاسماء بسبب اتهامات مختلفة لها تتعلق بارتباطاتها السابقة او فسادها. بجانب ما شهده اجتماع الاسبوع الماضي من حساسيات ولغط بين المشاركين، فكل يبحث عن زعامة المشهد وتصدر واجهة الاجتماعات.

واليوم تأتي أمريكا  وتقول بالحرف الواحد لبغداد ، نحن فقط من يمكننا  إنهاء  الأزمة  لكن بشروطنا  ،

حيث كان ذلك من خلال الاتصال الاخير لوزير الخارجية الامريكي مايكل بومبيو برئيس وزراء العراق، ولقاءات السفير الامريكي ماثيو تولر مع عبد المهدي ورئيس الجمهورية وزعامات آخرين حملت جميعها تعهدات واشنطن بدعم الحكومة الحالية والسعي لتهدئة اوضاع العراق، والضغط أيضا على حلفائها الخليجيين" (السعودية والإمارات) "بهذا الاتجاه، وهذا يؤكد على تورط  دول الخليج  .

 الامريكان اشترطوا مقابل ذلك اجراء انتخابات مبكرة، وتعديل الدستور، ومصالحة وطنية تشمل عراقيين الخارج اي حزب البعث ، وخطوات جريئة بمكافحة الفساد تدعمها الخزانة الامريكية اي تكون الامريكا  الوصايا  على الأموال . والأهم من ذلك إعادة هيكلة القوات المسلحة، وحظر ونزع سلاح (الحشد الشعبي )، وأمور أخرى تتعلق بتوجهات الحكومة نحو الصين وروسيا وايران وسوريا.

بغداد غير مرتاحة اطلاقا للمطالب الامريكية، وتعتقد بقوة ان واشنطن بدأت تدرك فشل مخططها (الثوري) بالعراق، فالاقتتال الشيعي- الشيعي لم يحدث، وتوريط الحشد بالمواجهة لم ينجح، فيما نجحت المرجعية في تبني التظاهرات وسحب البساط، في وقت تمكنت قوى سياسية من احتواء الساحات ومحاصرة تحالفات الجوكر الامريكي.

الاعتقاد هو ان الأمر لا يتعدى (استراحة محارب) تترقب خلالها واشنطن فيما اذا ستسفر الانتخابات المبكرة عن تغيير كبير بموازين القوى السياسية العراقية يخرج حلفاء إيران من دائرة التأثير الاقوى بصنع القرار.. او تتاح لها فرصة أخرى لإعادة صنع الفوضى الخلاقة، ودفع الساسة العراقيين لقبول املاءاتها صاغرين، مع احتفاظها بورقة التقسيم تحت اليد.

بغداد تناور حاليا لايجاد تسويات لنقاط خلاف جوهرية كبيرة تعتقد انها تنتقص سيادتها، في وقت تواجه ضغوطا شعبية هائلة وليس من المتوقع ان تنتهي التظاهرات بوعود واصلاحات ترقيعيه، خاصة وان المرجعية العليا تبدو ماضية بقوة في مواجهة مصيرية حاسمة، وتدرك تماما إن أي تراجع بالثقة الشعبية بها يعني تصاعد الثقة بالجوكر الامريكي.

وهذا ما يريده  الأمريكي  لكي ينفذ  مشروعه  ،بعيدا  عن  المنقصات   ،مع حرصها  على انهاء  اي قوة  عقائدية  يمكنها  أن تشكل  خطر  على  امريكا  وحلفائها  ،

فهل الشعب يعي  من هو عدوه  ام لا زال  في سبات  الإعلام  ، كالقصبة  يميل  حيث ما مال الجوكر  الامريكي؟...

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك