المقالات

واشنطن  تتعهد لكن بشروط ،وبغداد قلقة!...

1646 2019-11-24

كندي الزهيري

 

على ما يبدو  ،ان أمريكان  اصبحوا  يتعاملون  مع العراق على المكشوف،  لو عدنا قليلا  إلى ما قبل المظاهرات  ،اي حين ذهب رئيس الوزراء  إلى الصين  ،وعقد معها عدة عقود  ،من ثم اتجهت بوصلة  العراق إلى الشرق الأقصى وروسيا  وألمانيا  بعيدا  عن المظلة  الأمريكية،  ولا يخفى  على  أحد أن هناك تسريبات  تتحدث  عن وعيد وتهديد  للحكومة  السيد "عادل عبد المهدي " ، بعد ذلك التوجه  نحو  العالم الجديد ،الخالي من اي دور  امريكي  فيه  .

هنا عملت على أثارت  المشاكل  وجعل الشارع  مطرب  ،وكما أكد الخبراء  والمحللين  السياسيين  ،ان امريكا  هي من تدير  المظاهرات  عبر  ناشطين  من المنظمات المجتمع  المدني  ،وعبر الصفحات   الممولة  ،

ليأتي  هذه المرة  التأكيد  من قبل الأمريكان  انفسهم  .حيث أعلنت  عن اجتماع في  اسطنبول برعاية امريكية لعدد كبير من الناشطين منسقي التظاهرات، وهو الاجتماع الثاني خلال أسبوع، الذي يسعى لتشكيل مجلس قيادة للتظاهرات، والخروج بوثيقة مطالب موحدة.

وتفيد المعلومات ان اجتماعات اسطنبول تواجه مشاكل عدة، في مقدمتها اعلان عدد من الناشطين المنسقين للتظاهرات مقاطعة الاجتماعات رافضين أي حضانة خارجية للتظاهرات، ويدعون لتحرير العراق من التبعية والوصاية.

كما أن هناك من عارض مشاركة شخصيات خارجية حددوها بالاسماء بسبب اتهامات مختلفة لها تتعلق بارتباطاتها السابقة او فسادها. بجانب ما شهده اجتماع الاسبوع الماضي من حساسيات ولغط بين المشاركين، فكل يبحث عن زعامة المشهد وتصدر واجهة الاجتماعات.

واليوم تأتي أمريكا  وتقول بالحرف الواحد لبغداد ، نحن فقط من يمكننا  إنهاء  الأزمة  لكن بشروطنا  ،

حيث كان ذلك من خلال الاتصال الاخير لوزير الخارجية الامريكي مايكل بومبيو برئيس وزراء العراق، ولقاءات السفير الامريكي ماثيو تولر مع عبد المهدي ورئيس الجمهورية وزعامات آخرين حملت جميعها تعهدات واشنطن بدعم الحكومة الحالية والسعي لتهدئة اوضاع العراق، والضغط أيضا على حلفائها الخليجيين" (السعودية والإمارات) "بهذا الاتجاه، وهذا يؤكد على تورط  دول الخليج  .

 الامريكان اشترطوا مقابل ذلك اجراء انتخابات مبكرة، وتعديل الدستور، ومصالحة وطنية تشمل عراقيين الخارج اي حزب البعث ، وخطوات جريئة بمكافحة الفساد تدعمها الخزانة الامريكية اي تكون الامريكا  الوصايا  على الأموال . والأهم من ذلك إعادة هيكلة القوات المسلحة، وحظر ونزع سلاح (الحشد الشعبي )، وأمور أخرى تتعلق بتوجهات الحكومة نحو الصين وروسيا وايران وسوريا.

بغداد غير مرتاحة اطلاقا للمطالب الامريكية، وتعتقد بقوة ان واشنطن بدأت تدرك فشل مخططها (الثوري) بالعراق، فالاقتتال الشيعي- الشيعي لم يحدث، وتوريط الحشد بالمواجهة لم ينجح، فيما نجحت المرجعية في تبني التظاهرات وسحب البساط، في وقت تمكنت قوى سياسية من احتواء الساحات ومحاصرة تحالفات الجوكر الامريكي.

الاعتقاد هو ان الأمر لا يتعدى (استراحة محارب) تترقب خلالها واشنطن فيما اذا ستسفر الانتخابات المبكرة عن تغيير كبير بموازين القوى السياسية العراقية يخرج حلفاء إيران من دائرة التأثير الاقوى بصنع القرار.. او تتاح لها فرصة أخرى لإعادة صنع الفوضى الخلاقة، ودفع الساسة العراقيين لقبول املاءاتها صاغرين، مع احتفاظها بورقة التقسيم تحت اليد.

بغداد تناور حاليا لايجاد تسويات لنقاط خلاف جوهرية كبيرة تعتقد انها تنتقص سيادتها، في وقت تواجه ضغوطا شعبية هائلة وليس من المتوقع ان تنتهي التظاهرات بوعود واصلاحات ترقيعيه، خاصة وان المرجعية العليا تبدو ماضية بقوة في مواجهة مصيرية حاسمة، وتدرك تماما إن أي تراجع بالثقة الشعبية بها يعني تصاعد الثقة بالجوكر الامريكي.

وهذا ما يريده  الأمريكي  لكي ينفذ  مشروعه  ،بعيدا  عن  المنقصات   ،مع حرصها  على انهاء  اي قوة  عقائدية  يمكنها  أن تشكل  خطر  على  امريكا  وحلفائها  ،

فهل الشعب يعي  من هو عدوه  ام لا زال  في سبات  الإعلام  ، كالقصبة  يميل  حيث ما مال الجوكر  الامريكي؟...

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك