المقالات

امرأة اسطورية حولت الهزيمة إلى نصر ..

1910 2019-09-19

كندي الزهيري

 

قلما تجد في التاريخ، مواقف وبطولات في أكثر الاوضاع حرجا واصعبها ،حيث تكون  الجرأة في تلك الأحداث انتحار، وخاصتا اذا كان الخصم  ليس له اي مبدأ او حمية.

شاهدنا من خلال الوقوف على مشاهد واقعة الطف، ما حصل بها  من مآسي  و أحزان، بحق ال البيت عليهم السلام،

وكيف تم سبي بنات رسول الله محمد (صل الله عليه آل وسلم).

حيث تم عرضهم على الطاغية يزيد العين، هنا انتفضت  الهاشمية "زينب بنت علي عليه السلام "، مطلقة بذلك الخطاب الذي جعل من الهزيمة انتصار ،حيث وضحت الناس  للحقائق،وتكشفت زيف ادعاء إعلام يزيد، الذي صور حركة الحسين خروج عن امر الأمة!!

حيث جاء في خطبتها التي قلبت  الموازين  القوى لصالح  ثورة الامام الحسين عليه السلام،  منها (أَظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ، وَضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ، فَأَصْبَحْنَا لَكَ فِي إِسَارٍ، نُسَاقُ إِلَيْكَ سَوْقاً فِي قِطَارٍ، وَأَنْتَ علينا ذو اقتدار، أَنَّ بِنَا مِنَ اللَّهِ هَوَاناً وَعَلَيْكَ مِنْهُ كَرَامَةً وَامْتِنَاناً؟؟ وَأَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَجَلَالَةِ قَدْرِكَ؟؟ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ فِي عِطْفٍ، تَضْرِبُ أَصْدَرَيْكَ فَرِحاً وَتَنْفُضُ مِدْرَوَيْكَ مَرِحاً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مستورقة وَالْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً وَحِينَ صَفِيَ لَكَ مُلْكُنَا وَخَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا).

وهنا تبين  عظمة  البصيرة ، والقدرة على  الصبر، وتعلن عن نهاية  الظالمين وكيف كان يتعامل مع ذرية رسول اللهوكيف فضح يزيد  بتبيان للحقائق  موثقة بأدلة  بقولها:                        

فَمَهْلًا مَهْلًا لَا تَطِشْ جَهْلًا! أَ َسِيتَ قَوْلَ اللَّهِ: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ، عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ وَجُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَدَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَا غَرْوَ مِنْكَ وَلَا عَجَبَ مِنْ فِعْلِكَ.

وَأَنَّى يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ وَنَصَبَ الْحَرْبَ لِسَيِّدِ الْأَنْبِيَاءِ وَجَمَعَ الْأَحْزَابَ وَشَهَرَ الْحِرَابَ وَهَزَّ السُّيُوفَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ أَشَدُّ الْعَرَبِ لِلَّهِ جُحُوداً وَأَنْكَرُهُمْ لَهُ رَسُولًا وَأَظْهَرُهُمْ لَهُ عُدْوَاناً وَأَعْتَاهُمْ عَلَى الرَّبِّ كُفْراً وَطُغْيَاناً.

هنا نطق الجبل ،فما كان الفأر  إلى أن يسكت خوفا من ثورة داخل قصره.

انه ما شاهدناه من بطولة، للسيد زينب " إنما هو درس عبر الزمان لاصحاب العقول، علمتنا زينب بأن الحق سينتصر،وأن هزم عسكريا لقلة الناصر، وأن دولة الباطل ستنتهي وان كانت تمتلك أقطاب الارض.

واليوم ما أحوجنا إلى زينبيات، يدافعن عن قضايا الامة،

وهنا نتسأل لماذا لا يتم ذكر بطولات زينب  إلا في موسم محرم، ولماذا لا يشار إلى دورها  في فضح يزيد بعد خروجها من الشام،ولماذا لا تدرس سيرتها وموقفها  لبناتنا!!!

الجواب بشقين:الاولى خوف الأنظمة من مشروع القضية الحسينية واعلامها الزينبي الذي ستؤثر على حركة الانظمة الظالمة والخاشعة الاستكبار العالمي ،

والثانية يعد اعلام الزينبي اعلاما ثوري قد يطيح  بالزعامات التاريخية التي اتخذها  ابناء  الطلقاء رموز لهم او من يعتاش على تلك الرموز،

وهنا نبين ان دور زينب ليس محصور في القضية الحسينية فقط، إنما دور يشمل كل العصور، وينصر كل مظلوم، على وجه الأرض، وأنها ملهمة  المقاوم الذي أخذ من الطف عزيمة المواجهة الاستكبار العالمي والظلم والجهل، 

ان أردنا مستقبل  بناتنا، فعلينا  أن نربيهن على خط زينب عليها السلام، لنضمن ان غد سيكون لنا.

وهكذا سننهي  الاعلام  المنحرف  والمزور  للحقائق  ،ويكون  بمقدورنا  مواجهة  الإرهاب  الثقافي والتعليمي  لدى دول الشيطان ، التي تحاول ان تزرعها  في عقول بناتنا وابنائنا من خلال الإعلام  الموجة .

 واليوم نحن بأمس  الحاجة فعلية إلى زينبيات  لكي ننتصر ونبين  مشروعية  قضيتنا  للعالم.

فل تتحرر الجهات الحكومية  المختصة ،وتكون  شجاعة في جعل زينب عليها السلام ،من ضمن لمناهج ،ام لا !!

هذا نتركه  للزمن الذي سيجيب  عليه، مع علمنا مسبقا  لن تدرس  القضية  الزينبية إلا بتحرر المؤسسات المعنية من هيمنة الشيطان الأكبر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك