علي عبد سلمان
٭ النموذج الفردي: الذي يتصدى فيه شخص واحد لعملية صنع القرار.
ويعيب ذلك النموذج صدور قرارات انفعالية أو استعراضية قد تسفر عن حدوث كوارث محققة على المصالح القومية للدولة.
٭ النموذج الحزبي العقائدي: الذي تتجاهل فيه أجهزة صنع القرار المتغيرات المحلية والدولية، وتكتفي فقط بالتمسك بالقوالب السياسية الثابتة والشعارات المستهلكة.
ويعيب ذلك النموذج صدور قرارات استفزازية تثير مخاوف المواطنين والدول الأخرى، على حد سواء، مما يؤدي إلى عزلة الدولة عن العالم المحيط بها وما يتبع ذلك من آثار سلبية على مصالحها القومية.
٭ النموذج البيروقراطي: ويعتمد فيه صانع القرار على مؤسسات بيروقراطية، وتحليلات وتفسيرات مشوهة، وبالتالي بدائل خاطئة وذلك بسبب رغبة قادة هذه المؤسسات البيروقراطية في إرضاء الرؤية الذاتية لصانع القرار - والمعروفة لديهم سلفا- بقصد التقرب منه وانتزاع أكبر قدر من اختصاص الآخرين.
٭ النموذج العلمي: ويعتمد فيه صانع القرار على جهاز خاص من ذوي الكفاءات العلمية والخبرات السياسية والاقتصادية العالية في كل مجالات الاستراتيجية الواسعة كـ (الدفاع - الأمن - الخارجية - الاقتصاد - الإعلام) إلى غير ذلك من المجالات الأخرى الحيوية التي يحتاج إليها صانع القرار.
ويتبع هذا الجهاز صانع القرار مباشرة بعيدا عن رتابة أداء المؤسسات الروتينية.
• كيفية صنع القرار السياسي
عملية صنع القرار السياسي لاتاتي بصورة فجائية او طارئة او بصورة عبثية ، بل تأتي بشكل منظم ومدروس، لانها بالضرورة تحتاج الى تراكم خبرة ودراية وجهد مماثلين من الدراسة المعمقة لاوضاع معينة تدفع الجهة المعنية لاتخاذ القرار نحو ما تصبو اليه الحاجة .
و تشكل القرارات التي تعمل على أساسها الدول بشكل عام , الروح الحركية والتفاعلية التي تنظم من خلالها مسيرة الحياة في الداخل ، اوفي علاقات تلك الدول مع العالم الخارجي ، ولذلك , فان خطورة وأهمية صناعة ذلك القرار تكون كبيرة لما قد يتسبب به من فوضى في حال لم يؤسس على قواعد علمية وعملية قوية , وهنا لابد من التأكيدعلى ضرورة الاعتناء بالقرارقبل اصداره ,لانه يمثل مكانة الدولة ومنزلتها، ويدلل على تحضر ورقي تلك الدولة , في تعاملاتها و علاقاتها مع بقية دول العالم , حيث ان هنالك ارتباط العديد من القرارات الداخلية بالعالم الخارجي .
لذا فقد برز الاهتمام من قبل معظم دول العالم وحكوماتها بصناعة القرارات انطلاقا من تلك الأهمية البالغة .
ولذلك يكون القرار السياسي براينا هو المرآة العاكسة لفلسفة وايديولوجية واهداف النظام السياسي السائد من خلال طرح البدائل الموجودة في الدولة والعمل على المفاضلة بينها، ومن ثم اختيار افضلها حتى الوصول الى المرحلة التي يصبح فيها القرار قد بلغ مرحلة التطبيق الفعلي وفق احكام القانون الداخلي او احكام القانون الدولي .
فالارتباط الصميمي بين الفلسفة التي تتبناها الدولة وبين القرار يظهر واضحا للعيان من خلال القرار السياسي اومن خلال الاختيار الدقيق لحل المشكلة القائمة بالقرار .. فاتخاذ القرار هو بحد ذاته قرار .. والمفاضلة ما بين البدائل هو قرار والعمل على تطبيق القرار هو قرار ايضا
فالقرار اذن ومن وجهة نظر متواضعة هو اختيار مبني على توجهات مُحَدِّدة وفقا لطبيعة الترتيبات والإجراءات المزمع تنفيذها تحقيقا لهدف مقصود تتجه اليه الدولة وفق الاطار القانوني ووفق منظورها الفلسفي لتحققه من خلال ذلك القرار .
https://telegram.me/buratha