المقالات

الولايات المتحدة، إيران. مَن يسقط أولا؟

1666 2019-05-11

ضياء المحسن

 

قد يبدو العنوان محاولة إستشرافية لحقيقة ما يجري في منطقة الخليج، بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها من جهة أخرى، لكنه ليس كذلك في واقع الأمر؛ بل إن الأمر لا يعدو أن يكون ترتيب لما يحصل من تناقضات في المواقف، التي يراها البعض أنها مؤشرات لحرب عالمية ثالثة، ونحن نراها الطريقة المثلى لجلوس الفرقاء الى طاولة المفاوضات (البغدادية).

عندما نقول طاولة المفاوضات البغدادية، فلأننا نعتقد أن الحكومة العراقية بما تملكه من أدوات تلعب فيها بين طرفي النزاع الأمريكي والإيراني، يؤهلها لأن تكون الوسيط الموثوق به في إيصال الرسائل بينهما قبل الجلوس الى طاولة المفاوضات، التي ستأتي إن عاجلا أم آجلا.

قضية التهديدات الأمريكية وزيارة مايك بومبيو الى بغداد وإجتماعه برئيسي الوزراء والجمهورية، لم يكن إلا محاولة لجس نبض الجانب الإيراني من خلال ما يسميه (الميليشيات المرتبطة بإيران) وهو يقصد هنا فصائل الحشد الشعبي، ومع أن عميد الخارجية الأمريكية يعرف هذه التسمية، لكنه حاول خلط الأوراق لكنه لم ينجح في مسعاه، فأثر أن يقول خلال مؤتمره الصحفي أنه أخذ تعهد من الحكومة العراقية على حماية السفارة الأمريكية والأمريكان الذي يعملون في العراق.

بعيدا عن هذا وقريبا من الأزمة نجد أن دخول حاملة الطائرات لنكولن لا يعدو أن يكون إبراز عضلات من جهة وإبتزاز من جهة أخرى، لأن الأمريكان يعلمون جيدا قدرة القوات الإيرانية على فعل أشياء كثيرة يمكن أن تمرغ أنف الولايات المتحدة في الوحل، وهذا ما لا تطيقه الولايات المتحدة، لكن الغريب هنا هو أن مستشار الأمن القومي هو من أبلغ الصحفيين بتحرك حاملة الطائرة وليس وزير الدفاع أو البنتاغون، والجميع يعرف جون بولتون وتوريطه لجورج بوش في احتلال العراق، ويعد من أشد أعداء الجمهورية الإسلامية.

نعتقد أن العراق يمتلك مقومات كثيرة يستطيع إستثمارها في إقناع طرفي النزاع الأمريكي والإيراني، بضرورة تجنيب المنطقة أوار الحرب، والتي لن تقتصر على منطقة الشرق الأوسط، ناهيك عن تأثيرها على دورة الإقتصاد العالمي والتي تعاني من شبه ركود نتيجة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة الى الأزمة في فنزويلا والحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على هذه الدولة الغنية بالنفط.

مسألة الإقتصاد وصعود برميل النفط في السوق العالمي لن يكون مجدي خاصة بالنسبة للعراق، لأن الحرب إذا ما وقعت ستكون على الطريق الذي تمر به ناقلات النفط التي تحمل النفط العراقي، لذلك فإن من مصلحة العراق التدخل بقوة لدى الطرفين لرأب الصدع، وإقناعهما بالجلوس الى طاولة المفاوضات التي لن تكون سهلة، لأن سقوف مطالب الطرفين عالية، ومع هذا فإن مسيرة رسم إتفاق جديد بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية بحاجة الى وقت لتقريب وجهات النظر، وكلنا يتذكر الإتفاق النووي الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي من جهة، وبين إيران من جهة أخرى كيف استمر لسنوات طويلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك