المقالات

سياسة بلا مبادئ!

1362 2019-05-07

ضياء المحسن

 

يعد علم السياسة حقل من حقول المعرفة، وهو علم إنساني تنصب إهتماماته على دراسة النشاطات السياسية للإنسان من قبيل الحكم والتصويت والضغط السياسي وتكوين التنظيمات السياسية " أحزاب وجماعات ضغط ومصالح".

يمثل الإنسان مركز السلطة، وعليه لا يمكن فهم الإنسان إلا عبر معرفة علم السياسة، وكيفية تشكل السلطة وتطورها وأدواتها، كما أنه يقودنا الى معرفة كيف يتم بناء المجتمع وطبيعة الحراكات السياسية والإجتماعية والإقتصادية داخله، بالإضافة الى أن هذا العلم يقودنا الى مناقشة كيف تطور الفكر تجاه الفرد والمجتمع والدولة، والعلاقات الضابطة بينهم، وأخيرا فهو يخبرنا عن علاقة التأثير والتأثر لكل من الدولة والحكومة في كل منهما.

يقول غاندي "سبعة اشياء تدمر الإنــسان: سياسة بلا مبادئ، متعة بلا ضمير، ثروة بلا عمل، معرفة بلا قيم، تجارة بلا أخلاق، عِلم بلا إنسانية، العبادة بلا تضحية".

في عالم السياسة، ليس من المفترض أن تكون الحسابات مجرد أرقام، مع تداخل المصالح وإجادة المعارضين لسياسات الحكومة، بدون أن ينظروا الى أن النتيجة ستكون جماعية، ذلك لأنه كما أن المعارضة تسأل الحكومة عن كل ما تقوم به، فعلى النواب أن لا ينسوا نصيبهم من تمكين الحكومة بالعمل بدون ضابط أو رقيب أو تقويم لعملها؛ إلا إذا إستثنينا ظهورهم على القنوات الفضائية والتشهير بالحكومة من باب لي الذراع ومحاولة إقتناص ما لم يتمنكوا من إقتناصه وراء الأبواب المغلقة، وهم بهذا يحاولون إحراج الحكومة ليس إلا..

في عالم السياسة، ليس دائما النتائج تكون متطابقة "فحساب الحقل يختلف عن حساب البيدر" لأنه ليس عملية جمع رقمين مع بعضهما، بل هو عملية متداخلة، فكما أن الحكومة تخطئ كذلك فإن لمجلس النواب نصيب من تلك الأخطاء التي ترتكبها الحكومة، كونه لم يستعمل الحق الذي لديه وهو مراقبة عمل الحكومة وتصويبه عند الضرورة، وهو ما لم نره طيلة عمر مجلس النواب.

هناك آثار عملية ليساسة بدون مبادئ أو أخلاق، وفي هذا يقول عالم الإجتماع الفرنسي (غوستاف لوبون): إن أسباب سقوط جميع الأمم الذي يذكرها التاريخ بلا إستثناء هو تغير طرأ على مزاجها العقلي ترجع علته إلى إنحطاط الأخلاق ويقول (روجيه غارودي) عن الميكافيلية التي تعتقد أن الغاية تبرر الواسطة: "هي الحيوانية السياسية التي تحددها تقنيات الوصول إلى السلطة، وليس التفكير في الغايات الإنسانية للمجتمع" في الوقت الذي نعى القرآن الكريم الذين يلبسون الحق بالباطل، ((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ))البقرة42 أي يلجأون إلى الخداع اللفظي والفكري ، وخلط الأوراق، إنها صورة السياسي الذي يموه الجماهير كي تسير وراءه، بينما نجد أن المبادئ الثابتة والجوهر الثابت تعطي المجتمع نوعا من الأمن واليقين.

تعد السياسة أُم الممكنات، بل هي الممكن ذاته، فهناك متغيرات دائمة في المواقف وهناك ليونة لابد منها في مواطن كثيرة تفرض نفسها على السياسي، لكن الصحيح أيضا، وجود ثوابت ومبادئ لا تتغير ولا تتبدل مع الزمن والشخوص، ولابد من الإصرار عليها، فالوصول الى السلطة والكرسي ليس هو الغاية؛ إنما هو وسيلة لتحقيق برنامج إنتخابي تعد فيه جمهورك الذي يقف خلفك.

إنطلقت بعض الأصوات مؤخرا لإصدر عفو بمناسبة شهر رمضان الكريم، بحجة إحتواء هؤلاء المجرمين. ونحن نقول إن هذا ليس من السياسة بشيء، لأن المجرم لن يزداد إلا إجراما وأذى لشعبه وجيرانه، إنها دعوة لمساعدة المعتدي ليتجرأ أكثر على الضعيف، فهل من المعقول أن يتوسط شخص بين الذئب والحمل!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك