بقلم أكرم الحكيم
يفترض البعض بأن السلوك السياسي العام للشيعة عموما ولشيعة العراق وإيران ولبنان خاصة ,هو السبب لظهور وإنتشار ظاهرة الشيعة فوبيا لدى الدوائر الإقليمية والدولية ...فما كان ينبغي مثلا لشيعة العراق مقاومة الإحتلال البريطاني العسكري لبلدهم قبل حوالي قرن من الزمان إستجابة لفتاوى مراجعهم وقياداتهم الدينية ..ويذهب البعض لأبعد من ذلك فيفترض أنه كان على شيعة العراق وضع أيديهم بأيدي البريطانيين الذين عرضوا السلطة عليهم قبل أن يعرضوها على أبناء القرى الست السنّية التي أوصت بها سكرتيرة المندوب السامي البريطاني آنذاك ..المس بل (الخاتونة كما كان يسمّيها بعض وجهاء بغداد المتعاونين معها ).. وهكذا يستمر البعض في تلك الفرضيات ..فماكان على الإيرانيين (الشيعة) ,بعد نجاح ثورتهم الشعبية الإسلامية ..رفع تلك الشعارات الثورية العالية السقف ضد الولايات المتحدة الإمريكية ...وضد الكيان الصهيوني .. وماكان على المقاومة اللبنانية السير على
نهج المقاومة المسلحة ..وماكان على الكثير من الشيعة العرب تصعيد مواقفهم ضد حكامهم
الظلمة ..وذهب مؤلف كتاب (جمهورية الخوف ) وكتاب (القسوة والصمت ) لأبعد من ذلك ..حيث قال وبالنص في كتابه (القسوة والصمت) : {ما أن بدأ الشيعة يصرّون على حقوقهم حتى أصبحوا كالأكراد ’يهاجمون على أساس أنهم شيعة ....كلما عمل الشيعة العراقيون على فرض وتأكيد هويتهم الشيعية ,أزدادت في المقابل نزعة الأقلية السنّية العراقية إلى أن تقاوم وبعنف حتى النهاية ..}..أنتهت النصوص ...وأستغرب وأتعجب لكاتب وباحث وسياسي يزعم إلتزامه بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وميثاق 91 ..كيف يبرر مطالبة أغلبية شعبية مظلومة لعقود ولانريد أن نقول لقرون ..كيف يريد منها التنازل عن حقوقها السياسية والمدنية والقانونية..؟ أليس من الأجدر مواجهة من يريد إشاعة وإستغلال وهم الخوف من طغيان الأغلبية ,لتبرير إدامة تسلّط الأقلية ..أليس من المنطقي أن نؤكّد على حقوق الأغلبية مع ضمان حقوق الأقليات ..؟لم يفبل البعض مبدأ تحكيم الأغلبيةلقيمها في كل المجتمعات والدول المتحضّرة سياسيا ..ولايقبله و’يحرّض ضده في العراق...؟وقبل هذا السياسي العراقي ..ذهب كاتب بحريني (من جماعة النظام هناك) إلى أبعد من ذلك عندما قال وبالنص في التسعينيات :{ وهكذا نلاحظ في المقابل كيف إن وجود فرد أو بضعة أفراد فحسب ,مثل التكريتي العربي السنّي .....(حذفنا الأسم وهو يشير إلى قيادي بعثي تكريتي أنشق عن صدام بعد غزو الكويت ) في صف المعارضة العراقية اليوم أنما يرفد هذه المعارضة بشرعيتها الوطنية العريضة الشاملة , وينفي عنها شبهات "الإنفصال " أو "التقسيم" أو "التفتيت" ...!!!؟؟}ويقول نفس الكاتب وبالنص:{إن وجود عرب السنّة في مقدمة مشروع للتغيير السياسي الجذري من شأنه أن يطمئن دول الجوار العربي ..} (المقال تم نشره في صحيفة الشرق الأوسط السعودية للكاتب حافظ الشيخ في 3/31 في عام 1992 ..
وللأسف لازال البعض مستمرا بنفس المنهج في الإيحاء بأن الشيعة فوبيا هي نتيجة خطأ السلوك السياسي للشيعة ..
( سنناقش لاحقا خطأ مثل هذه الرؤى )
https://telegram.me/buratha