المقالات

العراق ركام من الأزمات!

1248 2019-03-26

علي عبد سلمان

 

اعتادت الحكومات والأنظمة العربية والعراقية، على التخندق والاصطفاف والاتفاقات في الغرف المظلمة وخلف الأبواب الموصدة، تاركة خلفها كل القيم الإنسانية والأخلاقية والأعراف الدولية والقانونية العامة، وتعدت على حقوق الشعب بشكل فاضح وفسرت القوانين حسب ما تقتضيه مصلحتها بالدرجة الأولى، تحت يافطة المصالحة الوطنية والشراكة ألعامه وإرضاء أحدا على حساب الأخر، جاعلة البلاد تتجه نحو الهاوية والى مصيرا مجهول. 
منذ أن تحول البلد من نظام دكتاتوري الى نظام ديمقراطي يحكمه الدستور والقانون، وانتخابات وتبادل سلمي للسلطة هذا ما نص عليه الدستور العراقي المنتخب، وقد طرأ طارئ جديد على هذه الولادة الجديدة والفتيه في البلاد، سمية بالمصالحة الوطنية والشراكة ألعامه، وقد أفضت في نهاية الأمر الى تولي مقاليد الحكم سياسي ألصدفة والمتسيسين الجدد، وأصحاب السياسة النفعية والاستحواذ وتهميش الأخر. أصبح العراق اليوم بين مطرقة الإرهاب وسندان القوانين الطائشة، شعب يقطع وبيوت تهدم ونساء ترمل وأطفال تيتم لا ذنب لهم إلا أن اخطئوا في حسن الاختيار، إرهاب وتفخيخ وكواتم وعبوات ناسفه وموت متربص لنا تحت السنة سياسي البلاد، وكل يوما من أعمارنا دامي حتى تزاحمه الأيام الدامية. 
ستة عشر عاما مرت ونحن نعيش تحت وطأة المهاترات السياسية، والحزبية، والقومية، والفساد المستشري في جميع مفاصل ألدولة، وانهيار البنية التحتية وتلكؤ كبير في المنظومة الأمنية، وعدم روية واضحة وناضجة لقيادة البلد، وبشكل دائم بنيت الحكومة العراقية على خارطة المصالح الحزبية والقومية والمحاصصة الطائفية، وعدم مراعاة مبدأ الكفاءة لإشغال المراكز بدل مبدأ الولاء المعمول به حالياً من قبل الكتل المتنفذة، الأمر الذي يضع على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية مهمات جسيمة في الأشهر المقبلة التي تفصلنا عن الانتخابات القادمة.
بلا شك ان معالجة الأمور الخاطئة بأخطاء أخرى قد يدخل البلاد والعباد في دوامة لا خروج منها، وخاصة الأخطاء الإستراتيجية منذ ستة عشر عاما والتي أدخلت البلد في إنفاق ومتاهات مظلمة، ومنها المظاهرات التي خرجت في المحافظات ألغربية والتي انتجت داعش لاحقا ، وما حصل من خراب بثل العراق،، وأزمة كردستان مع حكومة المركز، لا تعالج بخطأ اشد وطئه من الأول مثل إرجاع فدائيي صدام، وقيادات حزب البعث، وإعطائهم امتيازات بأثر رجعي، إخراج المجرمين من السجون.
اليوم العراق يعيش ازمة سياسية حقيقية، فعدد من الوزارات أستعصى على السيد عادل عبد المهدي، إيجاد من يشغل سدتها، ليس بسببه بل لأن ساسة الزمن الأغبر، وضعوا عصيهم في دولاب حكومته، ولم نجد رؤية واضحة وعمل جاد لحل الازمة حلا جذريا، وإنما هناك اجتماعات وجلسات شكلية وإعلامية ، ومثل هكذا أخطاء كبرى قد تفضي في النهاية الأمر الى انهيار البنية التحتية وتكلف البلد أرواحا، وممتلكات وتضع العصا في تقدم عجلة البناء والأعمار...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك