المقالات

الأول من رجب يوم عظيم بألم عظيم!

1639 2019-03-09

امل الياسري

 

طقوس ثورية في الظلام وراء أبواب موصدة، وإله الحرب والقمع يحكم حركة المجتمع العراقي، وسط ظروف شديدة التعقيد، فالأرصفة مليئة باللون العسكري، والبلد ينزف ألماً، لكن نافذة الأمل أشارت الى واحة لم تهتز قناعاتها، طيلة أربعين عاماً خافها الطاغية المقبور وأزلامه، وهذه الواحة إمتلكت علاجات جذرية لمشاكلنا، والتي أعتقد شعبنا أن الخلاص أمنية مستحيلة، فبدأ الرجل العظيم بالإستجابة لظروف العراق الجديد بعد 2003، فزحف بأسرته ليحول الألم الى أمل، وكان العمل الموعود إستحقاقه صوب الجنة.

 ولدت إنتصارات شهيد المحراب، السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، قبل قدومه للعراق بعد سقوط الطاغية، لأنه أول مَنْ تزعم حركة المقاومة المباشرة، رغم ما وضع أمامه من تحديات كبيرة، لكنه أبى إلا أن يكمل مسيرته المعطاء، ورفض الذل والظلم، وسانده رجال أحرار أشداء، طمروا كل مستودعات الخوف، ووهبوا أرواحهم فداء لأرض العراق، وواجهوا بقوة عقيدتهم، وولائهم، وإيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم، جبهة واسعة من الأعداء، لذا كانوا مدركين أن الولادة الجديدة، سيتساقط معها الدم والدمع. الجمعة الأول من رجب للعام 1424 للهجرة كان يوماً مختلفاً جداً لأن مَنْ يراقب لحظاته وساعاته يرى أنه يوم سيحدد هويتنا ومصيرنا لكن (700 كغم) من المتفجرات كانت حائلاً بيننا وبين برامجنا الطموحة وفرقتنا عن ورقتنا النضالية الرابحة وحانت ساعة رحيل زعيمنا السيد محمد باقر الحكيم رضوانه تعالى عليه وبدى وكأن جبلاً سقط من أعلى وطن جريح لأن المحراب قد إنحنى لعمامته المقدسة التي لم يجد سواها في لحظة الوداع فقد تشظى جسد الشهيد السعيد.

يا ترى هل شاهد العالم يوماً جبلاً ناطقاً بمفاهيم الشهادة، القادرة على صنع قرار الأمة، بلونها الثوري الأحمر، عكس الطاغية المضطرب القامع، الذي حاول طحن المعارضين له بأبشع الأساليب، لكن ضريح الشهيد المقدس، أعلن نشيده السرمدي، والذي شعر معه العراقيون بالحرية، والكرامة، والعدالة، فالحبر أحمر والربح أوفر، لأن بحر الشهادة لا يلقف إلا المجاهدين، الذي يمتلكون جذور شجرة الجهاد، فمن رحم معاناتهم ولد الإنتصار، ليعلن الأول من رجب أنه يوم عظيم، ولكن بألم عظيم!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك