المقالات

خلق الملوك عملية متعبة جداً!

1947 2019-02-13

أمل الياسري

 

أرَخت المرأة الحديدية، مسز بيل سكرتيرة الحاكم الإنكليزي العسكري، السير برسي كوكس، فكتبت 1600رسالة سياسية تأريخية مدونة في أعمالها، التي بلغت 16 مجلداً، وطبعت 40 كتيباً، ونشرت 700 صورة فوتوغرافية، وفي ختام منشوراتها، دونت العبارة التالية: (لن أسعى أبداً لخلق الملوك، في المنطقة العربية مرة أخرى، إنها عملية متعبة جداً)!

الأحلام العراقية ليست صعبة المنال، والتحقيق في أرض الرافدين والمقدسات، فالألم الذي أصاب العراقيين، عميق ومؤثر، لكنه ألم منتج للجهاد والصبر، ويمنح الصلابة في مواجهة الحياة، بيد أن الملك الحاكم المجنون، لا يستطيع السيطرة على أطماعه، لأن صناعة الملوك هذه الأيام، باتت عملية صعبة، فالحرية عنده مشوهة، مملوءة بالتفرد والدكتاتورية!

أهم أسباب الليل السياسي المستديم في العراق، هو أن الملك القائد تسنم مقاليد الأمور، بعيداً عن مضامين العدالة والنزاهة، فحول العراق الى مجموعة غرف مظلمة، تنال كل غرفة نصيبها من التعسف، والإقصاء، والتهميش، تزامناً مع وجود إرهاب، تمكن من عقول بعض الفاشلين، رغم أن هناك فرق كبير، بين الفوضى والتغيير!

المنطقة العربية حافلة، بقصص الشتاء الدموي، والربيع العربي، والصيف الحراري، والخريف السياسي، فنراهم يتساقطون واحداً تلو الآخر، بسبب نزعة الملوكية، والقدرة على إمتلاك لكل مقدرات الشعب، دون الإكتراث بحقوقه ومطالبه، وكل هذا والشعب يدفع الدماء والثروات، لأجل بقاء حكمهم البغيض، فأي ملك عادل منهم يستحق البقاء، في الفصول السياسية الأربعة؟

مسز بيل عرفت بحنكتها وحكمتها، في صناعة قرارات مصيرية، أيام الإستعمار البريطاني، من أجل مصالح دولتها في المنطقة العربية، ولم تجد أفضل من ظاهرة التقسيم، فأنتجت قوى الإستكبار، مزيداً من الملوك الذين يذبحون الأمة، ويخططون لتقسيم العرب الى طوائف وكيانات، ورغم هذا فهي قد وجدت صعوبة، في خلقهم لأنهم فاسدين!

القادة، والحكام، والملوك الذين صنعوا بأيادٍ غربية، لا يمكن السماح لهم بالإستمرار، فهم مثل ساعة متوقفة، على جدار جميل صلب، فتوقيتها الخاطئ نبوءة حزن، ورسالة مفجعة، جعلت الأجيال تستصرخ المستقبل المجهول، وقد عرض حيتان البحر الفاسدين، وأسماك القرش أرضنا وخيرنا للتبضع، في مهرجان الطائفية والإرهاب، فضمير الملك الفذ قد رحل!

الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، والمرجعيات الدولية الأخرى، لم تقدم أي ردة فعل لمحاربة الجماعات التكفيرية، التي إمتدت طولاً وعرضاً، ويبدو وكأن مسز بيل نهضت من جديد، لإعادة رسم خارطة العالم الجديد، وفق منظورها الذي ملأت به مذكراتها، لكنها ترفض المشاركة في خلق ملوك عتاة، لا يفقهون شيئاً بسبب مغادرتها الحياة!

الرسائل، والصور، والمدونات التأريخية التي نشرتها مسز بيل، لا يمكن التغاضي عنها، لأنها الأساس الذي بنيت عليه، أفكار حكامنا، وطرق التعاطي مع شعوبهم المقهورة، والتي ما أنزل الباريء بها من سلطان، وعليه فالسرير الذي ينام فيه، الملوك والأمراء مكان ملوث، ومتهم بسرقة إستقرارنا، وخيراتنا، ووحدتنا، فالعرب الأمة الوسط، المنقذة للبشرية جمعاء!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك