المقالات

نحن والبعث؛ ماذا عدا مما بدا؟

1435 2019-02-02

ضياء المحسن


من نافلة القول انه من الضروري التسامح فيما بين أبناء الجنس البشري، خاصة وأنهم يتعرضون لضغوطات الحياة اليومية، ما يجعل بعضهم يتصرف بالضد مما يشعر به تجاه الأخر، بما بؤدي الى نشوء نوع من التباعد والجفاء بينهما؛ لكننا نرى بعد فترة عودة المياه الى ما كانت عليه سابقا من ود وإحترام.
هذا الأمر حض عليه الدين الحنيف من خلال آيات قرأنية عدة، بالإضافة الى الأحاديث النبوية الشريفة والأئمة عليهم السلام، بضرورة الصفح عمن تجاوز علينا.
مع هذا وذاك يُطرح سؤال مهم وهو: هل أن جميع الإعتداءات مشمولة بهذا الصفح والتجاوز؟ وكيف تضمن عودة من أساء اليك، ان لا يعود لتكرار هذه الإساءة؟
مثار هذه الأسئلة ما نسمعه هذه الأيام بضرورة طي صفحة الماضي، فيما يتعلق بأجهزة النظام السابق القمعية، التي عاثت في البلد والعباد ظلما وعدوانا، وتحمل من جراءها كثيرون شتى انواع التعذيب والتنكيل في سجون وأقبية النظام السابق، وضاعت فرص كبيرة وسنوات هي أجمل ما في عمر الإنسان، تلك هي سنوات الشباب التي قضاها كثيرون تحت التعذيب وفي سجون النظام المنتشرة في محافظات العراق، بسبب وشاية من هذا الرفيق أو ذاك للتقرب قليلا من أصحاب القرار؛ ويحظى لديهم بالأثرة والتربيت على كتفيه.
إن طرح هذا الأمر الأن يمثل محاولة لصب الزيت على النار، لأن هناك من تضرر من النظام السابق ولم ينصفه النظام الحالي بسبب المحاباة لهؤلاء، وهو الأمر الذي لا يزال يشكل عقبة كبيرة أمام صفاء القلوب، كان المفروض أن تتم معاقبة من تسبب في تغييب كثيرين عن أحبتهم وأصدقاءهم؛ ثم بعد ذلك ياتي الحديث عن الصفح وطلب السماح لهم بالعودة الى الحياة العملية، والأمثلة كثيرة لدينا، ألم يقوم النظام السابق بتغييب المئات لمجرد انه اعترض في وقت ما على ما يقومون به من تصرفات ضد بعض الإخوة، فكان جزاؤهم أما السجن او الإعدام.
لسنا هنا نطالب بإعدام هؤلاء مع أن القاعدة الفقهية تؤكد على مبدأ المساواة في العقوبة، لكننا هنا نطالب بأن يقتص القانون من هؤلاء الذي تسببوا بأذىً كبير ليس بحق افراد بل بحق المجتمع ككل، لأن ما يعانيه المجتمع اليوم هو نتيجة حتمية لما قام به هؤلاء في فترة سابقةن وعليهم أن يتحملوا تبعات ما قاموا به، لكن أن نسمع أصوات من هنا وهناك بضرورة طي صفحة الماضي وإعادة أزلام النظام السابق الى وظائفهم، فهذا الأمر ينم عن خباثة من تصدر عنه مثل تلك التصريحات، لأنه يحاول شجون من فقدوا أحبتهم وأحلى سني عمرهم بسبب هؤلاء.
عودة لما قلنا في البداية حول ضرورة التسامح فيما بين أبناء الجنس البشري، فالتسامح مرتبط بضرورة إعتراف من ارتكب جريمة بجريمته، بعدها يأتي دور القانون لمعاقبته على تلك الجريمة، وهنا يأتي دور الضحية في العفو عنه، هذا هو التسلسل الطبيعي، أليس كذلك؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك