الغيبة الصغرى كانها منهج لاتباع اهل البيت عليهم السلام ان يكون لهم مرجع يقلدونه ويكون هذا المرجع وفق تسديد الهي اضافة الى ما يحمل من مزايا تجعله المميز بين اقرانه العلماء هو نقطة الاتكاز الشيعة ، والا الاجتهاد ليس حكرا على فقيه دون اخر فالكل يستطيع ان يخوض غمار الدراسة والاجتهاد ، ولكن ما يميز الشيعة ان لها مرجعية او حوزة او مؤسسة يتبعها اتباع اهل البيت وتكون هذه المرجعية غير محددة بجنسية معينة او بمكان معين واتباعها من شتى اصقاع الارض .
قد تعترض الامة بعض الازمات واهمها هي السلطان الحاكم عندما يكون ظالما او عندما تتعرض الامة الى احتلال اجنبي هنا يكون للمرجع دورا مهما في كيفية التعاطي مع هذه الازمة مع الحفاظ على بيضة الاسلام وارواح المسلمين فهنالك المهم والاهم والاقل اهمية ، ولكن الذي قد يتوقعه البعض ان هنالك اختلاف بين المجتهدين بخصوص رؤيتهم للازمة فان هذا هو الخطا بحد ذاته فالكل يتفق اي المجتهدون يتفقون على عدم مؤازرة الظالم ويجب مواجهته ولكن الاختلاف بالوسائل الممكنة والشرعية والعقلية التي تحقق الهدف المنشود .
هنالك الكثير من المواقف التي صدرت من مراجعنا الاعلام في التعاطي مع ازمة ما تعرضت لها الامة تعرض لها البعض بالنقد والرفض ويلجا الى المفاضلة بين العلماء عندما تختلف مواقفهم بهذا الخصوص وبعد فترة من الزمن يتبين لهم صحة موقف من انتقدوه في وقتها .
ولا نريد ان نغوص في الحقب الزمنية السابقة ايام المفيد والطوسي والحلي والكركي وكاشف الغطاء وشرف الدين في كيفية تعاملهم مع حكامهم او الغزو لبعضهم انذاك فقد كانت لهم رؤيتهم الصائبة ، وان كانت النتائج ليست تلك المرجوة عند البعض منهم ، والمؤسف هنالك من تصدى للكتابة عن حقبة السيد اليزدي والنائيني والخراساني وايام المشروطة والمستبدة محاولا تصويب البعض وتخطئة الاخر وفق وجهة نظره هو ، وياليته لو انصف في كتابته او عايش ما حدث بعد الحدث ليعلم من هو المصيب في رايه ، ولكني اريد التطرق لحقبة السيد محسن الحكيم قدس سره وبقية المراجع حتى يومنا هذا .
هنالك من الف كتبا واصدر مجلات واعلن بيانات عن التيارات الاسلامية والاحزاب الشيعية وان المراجع الاعلام لم يكون تعاطيهم مع هذه الاحزاب بما يساهم في دعمهم ، وكما هو المعلوم ان للسيد الحكيم رؤيته الثاقبة في كيفية التعاطي مع اوضاع العراق التي عاشها وهو يعلم ماهية طبيعة المواطن العراقي وهو الذي شارك مع السيد محمد سعيد الحبوبي في محاربة الانكليز ، والعهدة على نقلة التاريخ بان السيد الخميني عندما كان يحرض السيد الحكيم على مواجهة طغاة البعث كان للسيد الحكيم رؤية تختلف عن رؤيته ، والبعض كتب عن مواقف السيد محمد باقر الصدر وعن عدم توافقه مع مرجعية الخوئي وحاولوا ايجاد ثغرة بينهم ، وحقيقة انهما متفقان على ظلم الحكومة في حينها ولكن المواجهة لها اسلوبها قد يلجا البعض من المراجع الى اسلوب المهادنة مثل يوم التحكيم او صلح الحسن عليه السلام وظروف الامام الحسين عليه السلام تختلف عنهما .
احد الكتاب عن تلك الحقب لاسيما النصف الاخير من القرن العشرين كثيرا ما كان يلمح الى ضعف دور المرجعية في دعم المعارضة ، واليوم المعارضة ومن كان يؤيدها من العلماء بيدهم كل مقاليد السلطة القرار والحكم والاموال والمناصب كيف هو الحال ؟ هل يعملون وفق ما كانوا ينادون به ايام الطغاة ؟ هنالك احزاب اسلامية معارضة هي اصلا لا تعترف بدور المرجعية كيف بها تريد من المرجعية ان تدعمها ؟ عندما حدثت انتفاضة شعبان والتي ادت الى سقوط الكثير من الشهداء اين كانت احزاب المعارضة ومن منعها من الدخول الى العراق والذين كانوا ( ولد الخايبة) كما يقال بالعراقي بانتظارهم ولكنهم لم يؤازروهم فكان الاعدام وهدم الدور والتشريد هو الثمن .
واليوم يمر العراق بكل تلك الظروف من احتلال وحكام فاسدين وطغاة ارهابيين وقد فشلت تلك التي كانت تدعي ان لها رؤية للحكومة الاسلامية في التعاطي مع وضع العراق وكم من موقف خابوا به لولا تدخل السيد السيستاني دام ظله في انقاذ الموقف .
الكتّاب او الكاتب الذي كان يمجد بالمعارضة والاحزابسابقا ، منذ سقوط الطاغية والى اليوم لم اقرا له كتابا يتحدث عن هذه الاحزاب والشخصيات التي يعتبرها مرجعية في كيفية تعاملها مع ماهم عليه اليوم ؟ بل ان حديث الشارع العراق انها خابت ولم تحقق ما كانت تدعيه بل ليس لديهم اي مقبولية في الشارع العراقي الا المستفيدين منهم والمنتمين اليهم وهذا الامر ليس فقط على الاحزاب الاسلامية بل حتى تلك العلمانية والشيوعية فانها عبثت بما حصلت عليه من امتيازات سلطوية وكل حزب له فساده حسب حصته من الحكومة .
الخلاصة ان المرجعية والمتمثلة بخطها المعروف ( اليزدي ، الاصفهاني، الشيرازي، الحكيم، الخوئي قدست اسرارهم جميعا ، والسيستاني اطال الله في عمره ) فكانها تعمل وفق تسديد الهي في ثباتها وتثبيتها لمنهج اهل البيت عليهم السلام .
https://telegram.me/buratha