المقالات

ثقافة التعايش أولا..

1391 2019-01-19

ضياء المحسن

 

تفتقد الأمة اليوم منظمات مجتمع مدني فاعلة ومنابر ثقافية تدعو الى نبذ التعصب والشحن الطائفي، وتوجِّه نحو التعايش والتسامح. وهو أمر يحرك في النفس شعور بالألم والحسرة لما آلت اليه الامور في أمة الإسلام من مظاهر الفرقة والفتن ونشر الكراهية بين مكونات مجتمعاتنا.

 إن محاولة البعض التنقيب في كتب التاريخ التي مضى عليها أكثر من ألف وأربعمائة سنة، يدعو الى التساؤل حول الغرض الحقيقي من هكذا فعل، في الوقت الذي يقول الله سبحانه وتعالى ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)). لقد سادت الصراعات السياسية تحت غطاء المذهبية من قبل أولئك الذين ديدنهم التناحر وتعميق الشروخ، وهناك من يستغلها من السياسيين بإثارتها ببراعة لتحقيق أهدافهم وأجنداتهم الخاصة، والمؤسف في الأمر كله أن هناك جمهوراً من العقليات الساذجة التي تقبل وتتجاوب مع هذه الطروحات، وهناك من امتهن اصدار الفتاوى التكفيرية بالتحريض على كراهية من يختلف معه في الفكر والاجتهاد والمذهب، هم مشايخ الفتنة والجهل الذين يستغلون الدين ليثيروا المشاعر، ويتفننوا في غسل عقول الشباب وزرع نفوسهم بالكراهية والعصبية.

الإمام علي (عليه السلام) يقول « قصم ظهري رجلان: جاهل متنسك، وعالم متهتك، ذاك يغر الناس بتنسكه، وهذا يضلهم بتهتكه! ».

تواجه الأمة الإسلامية تحديات خطرة في ظل الضروف التي نعيشها اليوم، يمكن إجمالها بمحاولة بعض الجهات نشر ثقافة الفرقة والكراهية بين أطياف المجتمع، الى درجة التحريض على قتل الآخرين، تحت شعار المرجعية الدينية (سنية كانت أم شيعية) في الوقت الذي تنادي فيها تلك المرجعيات المحترمة بأن يكون المواطن على درجة عالية من الحكمة في تعامله مع الآخر، لتجنب سفك دماء المسلمين.

كما نلاحظ سياسة التمييز التي يمارسها المسؤولون في دوائر الدولة كافة " بدون استثناء" خاصة ما يتعلق منها بالتعيين وعدم تطبيق مبدأ العدالة والمساواة بين المواطنين وبما يرسخ مفهوم المواطنة وحقوق الإنسان، كذلك ملاحظة وجود من يحاول تأجيج الشارع بإثارة الحقد، ونشر خطاب طائفي؛ وهو ما يهدد وحدة البلد.

نحن الأن بأمس الحاجة الى وجود منظمات مجتمع مدني فاعلة، بالإضافة الى منابر إعلامية تنبذ التعصب والتطرف من جميع الأطراف، وتؤسس لخطاب يدعو الى الوحدة والتلاحم بما يتناغم مع تعاليم كتاب الله العزيز وسنة الرسول الأكرم "صلى الله عليه وأله وسلم" ومنهج اهل البيت عليهم السلام والصالحين من صحابته، لإبراز مساحات الاتفاق "وهي كثيرة" بما تؤدي الى التوافق والتعايش، وتقلل من مساحات الاختلاف بين أطياف المجتمع. والمجتمعات الغربية ليست بأحسن منا، حيث نقرأ عن منظمات مجتمع مدني تتصدى لمن يثير تلك النعرات والتي تهدد أمنهم. والأمر ليس بالعسير ولا بالصعب بوجود العديد من علماء الدين، الذين يدعون الى الوحدة، وما نحتاجه فقط التوكل على الله...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك